آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 11:53 م

ثقافة وأدب

أمضت نحو 4 سنوات في التمحيص والجمع والتنقيح
الأديبة العلس تضيء تاريخ نساء عدن

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - 01:00 ص بتوقيت عدن

الأديبة العلس تضيء تاريخ نساء عدن

أمل عياش

مهما كانت الاعمال والتضحيات كبيرة وجليلة، تطمرها رمال النسيان ويتوارى ابطالها وتسقط أوراقهم من شجرة الذكريات، يحدث ذلك في حال لم يتم تدوين هذه الاعمال والتضحيات والاحتفاظ بهذا التدوين ونشره كحق لهؤلاء العظماء.

وفي بلدنا تعرض الكثير من المناضلين والأعلام للنسيان نتيجة عدم تدوين سيرهم وتجاربهم، وفي الماضي القريب سطرت نساء يمنيات أروع وأعظم التضحيات في الحركات النضالية ضد المستعمر البريطاني.

وكان يمكن أن يكون مصير تلك السير في دهاليز النسيان لولا أن قاد الشغف أقلام رائعة مسكونة بحب البلد الى تدوين هذا التاريخ في كتب ومراجع انقذتها من الضياع.
اليوم نحن في حضرة واحدة من سيدات الحرف والتدوين وصاحبة المبادرة الأديبة سعاد عقلان العلس التي بذلت جهدا كبيرا في البحث والتدوين لسير نساء رائدات شاركن في النضال ضد المستعمر البريطاني وكانت لهم بصمة بارزة في جبين التاريخ.

عملت الأديبة العلس منذ عدة أعوام على البحث وجمع المعلومات والتأكد من صحتها لتدون في كتابها "نساء عدن تنوير وتحرير" تحت الطبع، سيرة نضال العشرات من اليمنيات كتوثيق ثقافي لتاريخ وعطاء هؤلاء النساء المناضلات البارزات حقهن في التخليد بذاكرة الشعوب.
تحدثت إلى الأديبة العلس حول الإصدار وفكرته وقالت "جاءت فكرة إصدار كتاب يحفظ تاريخ مناضلات عدن ضد الاستعمار عندما بدأت بسرد سيرة المناضلات على صفحتي بالفيس بوك، لكن الموضوع ولد كبيرا لا يمكن ان تستوعبه صفحة فيس بوك فكانت الفكرة أن نصدره في كتاب".

وبما ان كتابة سير المناضلات يتطلب تتبعا لحركات قامت به النساء في عدن منذ اللحظة الأولى لفترة الاحتلال كالمطالبة بحق التعليم والعمل، فقد اعتمد الكتاب على الرواية الشفوية من المناضلات أنفسهن، بينما اعتمدت الكاتبة على عائلات المناضلات المتوفيات في سرد الحكايات والمعلومات.
وقالت الكاتبة سعاد عقلان (استغرق الكتاب حوالي 4 سنوات قضيتها في التمحيص والجمع والتنقيح فليس من السهل الكتابة عن بعض الشهادات، خاصة أنني اعتمدت على لقاءات تمت أغلبها على شاشات عبر الانترنت)، ويقع الكتاب في 308 مدعما بصور تتعلق بالغليان الثوري الذي قامت به المرأة مطالبة بالاستقلال.

لم يكن طريق الكاتبة مفروشا بالورد، إذ واجهت الكثير من المعوقات تقول عنها (اعترف أن الكتابة في هذا المضمار مرهقة ومؤرقة خاصة وانا أعيش خارج الوطن، وفي طريق البحث هذا تدحرجت كثيرا لكن لتستقيم كلمتي وعملي حرصت على ان تقدم شيء يستحق التعب واعتقد انني حققت ذلك عندما ساهمت في انجاز عمل يحفظ لنساء عدن المناضلات أدوراهن في التنوير والتحرير عبر هذا الكتاب الذي يُعد الأول في اليمن الذي يحتفي بتاريخ المرأة العدنية).
وفي كلمة حب ووفاء للمناضلات قالت الكاتبة : أهدي الكتاب إلى وطني ذاك القائم بقلبي أبدا لا يميل المائل عني بانحراف كل الزوايا.

وكتبت في إهداء خاص بالمناضلات "إلى جيل أبصر الحياة ظلاما تمتد عتمته لتصد ضياء زمن جميل لكن وهجه لن ينطفئ مادامت هناك ذاكرات تسوق الذكريات هتونا لا ينقطع وابلها"