آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 11:53 م

ثقافة وأدب


بن غودل الانسان الفنان

الأربعاء - 01 فبراير 2023 - 07:38 م بتوقيت عدن

بن غودل الانسان الفنان

كتب / سالم الفراص

كثيرة ووارفة هي الأيام التي قضيتها بمعية الأخ العزيز والصديق الجميل الفنان والإنسان بن غودل. عرفته مسؤولاً ناجحا إداريًا. وعرفته قائدًا اولكستراليا ملما وفنانًا شاملا مميزًا خالقًا للألحان متفردًا في الأداء والتوجيه والاستماع.

كان يتحلق حوله الجميع من فنانين ومغنيين وموسيقيين وممثلين مسرحيين ومبدعي اللوحات الراقصة، كان مكتشفات وموجها ومربيا فطنا. يرتاح الجميع لأسلوبه السلس وحضوره المشبع بالمرح والنكتة لمَّاح في نطقه وصمته.

وفي علاقاته قريب متعاطف مع الجميع من عرف ومن لم يعرف، ينظر بعين متأمل وينطق بلسان متيقن مدرك... يقول كلمته، ويمضي... حتى في خصوماته، لا يعرف الحقد ولا يحمل في صدره ضغينة، يعطي كل شيء حقه وفي وقته ولا يجعله مشكلته الدائمة.
كنت دائم التطلع وألترقب لمواعيد لقائه في كل أوقات اليوم وتحديدا عندما يكون مع حسين السيد؛ لأن في لقائهما تكامل عجيب وتناغم لذيذ وخصام مفيد.

كان وقته كله مشغول باللحن والاستماع، فلا وقت محدد عنده، يدندن فيه ويحرك معه وبه لسانه ويده، فالوقت كل الوقت – بلا استثناء – معد ومتاح وملائم عنده لاقتناص جملةٍ موسيقيةٍ والتقاط لحنٍ، والتفكير في موضوع ورسم صورة زخرة بالحركة والنغم والايقاع.

وكثيرًا ما كان يتوقف، فيتوقف مع توقفه كل شيء، لحظات ولادة لا تتأخر في التشكل والنمو والاكتمال، يصرخ وجدتها ولا يتأخر بالبدء في عكسها بلسانه وحركة يده وإصابعه وكامل جسده، وإن تطلب الأمر تناول قانونه وجعله ينوب عنه في كل شيء.