آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 04:11 ص

كتابات


عيدروس قاسم الزبيدي.. مجاهد من الرعيل الأول

الجمعة - 24 مارس 2023 - 02:38 م بتوقيت عدن

عيدروس قاسم الزبيدي.. مجاهد من الرعيل الأول

أ. سعيد أحمد بن إسحاق

عيدروس قاسم الزبيدي من القلة الذين لا يجود بهم الدهر إلا نادرا كأنما يستشعر دائما انه لم يخلق لنفسه وإنما لشعبه الجنوب العربي، والروح التي تخفق بين جنبيه لم يكن يشعر أنها شئ آخر غير روح شعبه الذي يجب ان تظل خفاقة في عالمه الذي يعيش فيه. ولذا تراه يلتمس باستعادة دولته الجنوبية الى الحق والثورة على الباطل، وإنارة سبل العيش الكريم، غذاء حياته وراحة نفسه، تماماً كأي شخص يبحث عن هذه الراحة في لقمة الطعام وجرعة الشراب وأسباب الحياة الكريمة في الوطن العزيز .

لقد تناوبته مراحل مختلفة متتالية من صور الحياة، وهو عند كل مرحلة منها لا يلقي عصاه إلا ليتخذ منها ميدانا للجهاد الدائب في إخلاص راسخ لا يميله عنه شئ من زعازع الحياة ورياحها ومن نباح الكلاب الضالة في أغوارها.

وظل مثابرا على صموده لوطنه وشعبه.. وظل ماضيا في طريقه لاستعادة الدولة رغم ماآل إليه من الجهد والحاجة الى الراحة والسكون. ولكنه لم يكن يفرق بين ألم روحه التي في جسمه، وألم الروح في وطنه الجنوب ورأيته الجنوبية التي لم تفارقه ولن يفارقها مهما كانت الامور ، لأنها منهج للشعب من المهرة الى باب المندب.
لا أحسب أن مثل أباالقاسم يبعثه الله في الوطن إلا عبرة للكسالى الخاملين ولبائعي الأوطان ببخس النقود الذين تلويهم النسمات ويقعدهم التثاؤب والرقصات، كي يؤوبوا الى رشدهم وتنخسهم مشاعر الخجل والحياء إن كانت فيهم مشاعر.

لقد شخصت عيون الناس وهي تتطلع الى يوم إنطلاقتكم، ولقد يبست منهم الأعناق وهي تشرئب منتظرة ساعة جهادكم، ولقد ذبلت الآمال وهي تصبر على مرارة الأيام القاتمة، فمتى ساعة الاستجابة لقائدي الجنوب وزعيمها عيدروس، ومتى تحين ساعة الصفر والشعب كله يهب للقائها وخلف قائدها تسير ؟

سلمك الله كما تحب قائدي، وسلم للشعب قلبك وأشواقه كما يجب، وسلم حياتك زاخرين بنور المجاهد من الرعيل الأول
قائدي عيدروس قاسم الزبيدي حفظه الله.