آخر تحديث :الأربعاء - 23 أكتوبر 2024 - 02:33 ص

كتابات


تجاوزوا الصدمة وتهيأوا لجمع شتات وطنكم فقد ماتت الوحدة

الأحد - 28 مايو 2023 - 11:36 م بتوقيت عدن

تجاوزوا الصدمة وتهيأوا لجمع شتات وطنكم فقد ماتت الوحدة

كتبه جمال مسعود

أدعو اهل الحل والعقد واصحاب الفكر والنخب المثقفة في اليمن الى تجاوز الصدمة بموت الوحدة اليمنية وانتهاء فترة العزاء والحزن على فقدها والتهيؤ الى المرحلة القادمة والتي هي احق بان يقف اولئك على اعتابها بحكمة وتروي بعيد عن الانفعالية والعصبية المزرية التي لن تحقق شيئا ولن تعيد الميت بعد دفنه
ان الوضع السياسي الذي وصلت اليه العاصمة اليمنية صنعاء من تغييب لهويتها العروبية يتطلب من النخب اليمنية الواعية والمدركة خطورة ذلك ، ان تتقارب مع بعضها وان تذيب جبل الثلج الحاجز فيما بينها وان تلتقي عند اقرب مسافة بالامكان الاجتماع حولها وان تفتح بابا للحوار والنقاش الجدي فالامر ليس بالهين وهو حصاد مراحل نضالية طويلة يفترض انها انهت عهد الامامة وارست دعائم الجمهورية والتي بعد مضي اكثر ستين عاما تعود من جديد بوجه آخر اكثر قتامة وعنف.

اصبح هذا الامر مثار قلق ويتطلب من جميع الحريصين على عروبية اليمن وعاصمتها صنعاء ان يراجعوا انفسهم ويتدارسوا بعقلانية ومسؤولية تاريخية كيف سيقفون امام سجلات التاريخ التي ستسطر عودة الامامة وطمس الهوية العروبية لليمن وعاصمتها صنعاء التي فاخر الايرانيون بضمها كرابع عاصمة عربية تقع في احضان مشروعهم العابر للحدود.

ان على النخب اليمنية بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها اليمينية واليسارية والقبلية والدينية ان تخلص الى رؤية موحدة حول مستقبل اليمن بعد فشل الوحدة اليمنية وموت مشروعها الافتراضي مبكرا ودفنها نهائيا في عدن وكل محافظات الجنوب بعد ان اقر الجنوبيون ذلك في لقاءهم التشاوري الذي عقدوه قريبا في المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى المدن الجنوبية مساحة وسكانا والاكثرها ثروة وثراءا اقتصاديا وفكريا وثقافيا وحضاريا.

ان على اليمنيين في صنعاء وباقي محافظات ماكان يطلق عليه قبل الوحدة بالجمهورية العربية اليمنية ان يتخلوا عن شغلهم المبالغ فيه بنبش قبر الوحدة اليمنية ومحاولة اعادتها اعتباطا الى الحياة من جديد وان الانشغال بهذا الامر يستنزف منهم الدماء والطاقات والامكانيات والوقت والمال ، ويتركهم غارقين في المتاهة التي هم فيها بدون هوية ولا ارض ولا شعب ويجعلهم مأسورين في دائرة الهيمنة الحوثية المشوهة الغير منتمية للارض والتراث والتاريخ ويجعلوا بذلك صنعاؤهم فاقدة للهوية العربية ان عليهم مسؤولية جسيمة تجاه الاجيال بتخليهم عن الواقع وانشغالهم بالخيال والوهم فما مات فقد فات وماعليهم الا التفكر بما هو آت ، ولايليق بالنخب والمفكرين والسياسيين اليمنيين الخروج من دائرة المنطق والعقل وترك صنعاء بيد الملالي والحرس الثوري وانصارهم الفارضين انفسهم بالامر الواقع على اليمن ان يغيروا معالم التاريخ والجغرافيا اليمنية لما كان يعرف بالعربية السعيدة ومن بعدها الجمهورية العربية اليمنية وطمس معالم اليمننة والعروبة عن صنعاء اليمن ارض آزال وترك كل ذلك والانشغال بالجنوب لاسترداده الى حاضنة الوهم واللاشيئ والوحدة اليمنية المدفونة في الحادي والعشرين من سبتمبر.

فافيقوا اخواننا في اليمن وتجاوزوا الصدمة وتهيأوا لاعادة ترتيب اشلاء وطنكم الممزق واستعيدوا هويتكم التي غبرها الحوثيون بغبار التشيع ولونوها باللون الاخضر الحسيني واللون الاحمر الكربلائي والبسوا اولادكم عمائم الملالي الايرانية ولقنوهم صرخات الموت ومنحوهم سلاسل اللطم البكائية ودربوهم على استخدامها في مراكزهم الصيفية الطائفية ، دعوكم من الجنوب فقد مضى نحو حقه الشرعي والقانوني والانساني والطبيعي واعيدوا لصنعاء اليمن الوجه الحقيقي ، فقد كادت ان تفقد لونها وتصطبغ بصباغ قم وكربلاء والنجف والضاحية فهل انتم مدركون.