آخر تحديث :الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 - 02:35 ص

كتابات


التكتيك العسكري وارتباط المصالح .. وسيناريوهات حرب غزة

الجمعة - 10 نوفمبر 2023 - 06:09 م بتوقيت عدن

التكتيك العسكري وارتباط المصالح .. وسيناريوهات حرب غزة

كتب/فتاح المحرمي*

شكل التكتيك العسكري الذي وضعه الاتحاد السوفيتي، لحليفته فيتنام وتحديداً جيش الشمال الفيتنامي، في مواجهة الجيش الأمريكي، والمتمثل بالانفاق والممرات واستدراجهم إلى الأودية والجبال في الريف، عامل رئيسي في تسجيل الهزيمة الاقوى في تاريخ الحروب، حيث أعلنت أمريكا الانسحاب من فيتنام واعترفت بالهزيمة، فكان هذا بالإضافة إلى الموقف السوفيتي الداعم حينها من وضعا حد للحرب.
وعلى الرغم من فارق المقارنة بين تلك الحرب التي يمكن توصيفها بأنها حرب عالمية بالوكالة بين المعسكرين الغربي والشرقي، والحرب الدائرة في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والمحتل الإسرائيلي، والتي تأتي ضمن الصراع العربي الإسرائيلي، إلى أن هناك تشابه نوعا ما على مستوى الداخل يتمثل في التكتيك العسكري الذي تتبعه حركة حماس والفصائل الفلسطينية في مواجهة العدوان عبر بناء شبكة انفاق محكمة وعصية، بالإضافة إلى استدراج الجيش للاجتياح البري.
وأما على المستوى الإقليمي والدولي فإن التشابه في صراع المصالح، والذي نرى أن لحرب غزة ارتباط بتداخل وتعارض مصالح ومشاريع، بين المعسكر الغربي ( الذي أصبح حالياً القطب العالمي الوحيد)، والمحور الشرقي (الذي بدأ بالنهوض وتجميع القوى والتحالفات لإستعادة موقعه) ولكنه يبقى محدود وعبر مشاريع اقتصادية مثل "مجموعة البريكس"، وكذا البحث عن نفوذ في المنطقة من خلال مشروع "طريق الحرير" الصيني.
نعود إلى الجزئية الأخرى من مقالنا والمتعلقة بالتكتيك العسكري في حرب غزة المتشابة مع حرب فيتنام، وبناء عليه نتوقع أن يستمر عجز الجيش الإسرائيلي وداعمته أمريكا في حربهم، نظراً للتحصين المنيع لانفاق غزة، ويزيد ضحايا الجيش اذا ما وأصل التقدم البري، وهذا قد يقود إلى تسوية للنزاع الذي قد لا تقبله اسرائيل، ولكن قد تقبل به بعد التوافق على تمرير أو تعطيل تحالف البركس، وطريق الحرير، أو إحداهما مقابل الآخر، باعتبارها مرتبطه بالحرب خارجيا، الذي يعد المحرك الرئيسي.
وفيما يخص مشهد التسوية في الداخل قد تنتهي على ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، اذا استمر تفوق المقاومة، ولكن هذا سترفضه إسرائيل بقوة إلى أنها قد تقبل إذا ما تم السماح لها بتوسيع المساحة الفاصلة على حدود غزة، أو التوسع الاستيطاني في أجزاء من شمال غزة وحصر حماس في الجنوب، والذي بدوره قد يهدد الأمن القومي لمصر إلى أنه وضمن التسوية قد تحصل مصر على مقايضة، يتوقع أن تكون تعطيل قناة "بن غوريون"، المشروع المنافس لقناة السويس.
أو أن الإشارة إلى أن هذه القراءة تعد وجهة نظري، المعنية بالمعركة الراهنة فقط وما يرتبط بها، بالاستناد على الواقع والوقائع وليس الامنيات والعواطف، وهي لا تعني تغيير جذور الصراع وطبيعته كصراع فلسطيني حق مع محتل غاصب في الخاص وعموماً صراع عربي إسرائيلي، له مشاريعه واطماعه وأهدافه.

* مستوى ثالث - قسم العلوم السياسية - جامعة عدن.