يشير مشهدٌ التُقط في أحد محال بيع الأسماك بمدينة المكلا إلى نموذج نادر لتاجرٍ يُجسّد معنى الكفاح الحقيقي والصدق في التعامل، حيث يواصل البائع صدام بن طله الأحمدي عمله بإصرار رغم تكاليف التشغيل المرتفعة؛ بدءًا من شراء الثلج ونقله بالتكسي يوميًا، وانتهاءً بإيجار محله الصغير ورواتب العمال.
ويبرز صدام كقدوة بين تجار المكلا، إذ يبيع أسماكه بأسعار أقل من السوق، إيمانًا منه بضرورة مراعاة ظروف المواطنين، فكيلو الثمد لديه بـ 4500 ريال، والهامور بـ 4000 ريال فقط، وهي أسعار يصعب العثور عليها في محال أخرى بالمكلا.
ويؤكد صدام أن قناعته بالقليل هي سرّ نجاحه، قائلاً: �أفرح لما أشوف كل الناس تأكل سمك، خصوصًا من ما يقدر يشتي يشتريه�، وهو ما جعل كثيرين يرونه “إنسانًا قبل أن يكون تاجرًا”، ورجل مواقف عرفه الأهالي منذ ظهوره الأول في برنامج “صوت الكادحين”.
وتقع محال صدام في باعبود على الشارع العام، وآخر قرب مستشفى البرج بالديس، حيث يشكّل وجوده دعمًا حقيقيًا للمواطن البسيط ونموذجًا يُحتذى به في غنى النفس ورخص الأسعار.

