آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 03:08 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص يستعرض الارتباط الوثيق بين مليشيات المنطقة العسكرية الأولى والمليشيات الحوثية

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 11:15 ص بتوقيت عدن

تقرير خاص يستعرض الارتباط الوثيق بين مليشيات المنطقة العسكرية الأولى والمليشيات الحوثية

عدن تايم / خاص


تنسيق مشبوه بين المنطقة العسكرية الأولى والحوثيين يهدد أمن الجنوب


شبكات تمويل وتسليح خطيرة تقودها المنطقة العسكرية الأولى داخل وادي حضرموت


ارتباطات إخوانية حوثية تعمّق الفوضى وتعيد إنتاج الإرهاب في الجنوب العربي


حضرموت تتحول لساحة مفتوحة بفعل اختراقات أمنية تنفذها المنطقة العسكرية الأولى


تمكين القوات الجنوبية ضرورة ملحة لكسر نفوذ الإخوان والحوثيين في حضرموت





تشهد الساحة الجنوبية تطورات متسارعة تكشف حجم التهديدات الأمنية المتفاقمة بفعل الارتباطات المشبوهة بين المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة تيار الإخوان، وبين مليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة.


هذا التنسيق المتزايد، الذي تؤكده الأدلة الميدانية، لم يعد مجرد اتهام سياسي، بل واقع أمني ينعكس مباشرة على أمن حضرموت والجنوب العربي.


وتبرز خطورة هذا الارتباط في كونه يشكل مظلة لإعادة إنتاج الإرهاب وفتح ثغرات خطيرة تهدد الاستقرار، الأمر الذي يفرض ضرورة البحث في مصادر التمويل والدعم، وتحديد الإجراءات المطلوبة لمواجهة تلك الشبكات التخريبية.


- المموّل الرئيسي وشبكة الارتباطات المشبوهة :


تظهر الوقائع الميدانية أن المنطقة العسكرية الأولى باتت المموّل والمسهّل الأبرز لتحركات الجماعات المتطرفة والحوثية في وادي حضرموت، مستفيدة من النفوذ الإخواني الذي يهيمن على مفاصلها منذ سنوات ، هذا النفوذ حوّل المنطقة إلى غطاء لوجستي يسمح بمرور الأسلحة وتدفق القيادات المتطرفة عبر خطوط تماس كان من المفترض أن تكون مغلقة أمام أي نشاط إرهابي.


ومع تراكم الأدلة، يتضح أن العلاقة بين هذه القوى ليست علاقة عابرة أو تبادل مصالح لحظي، بل منظومة متشابكة تستند إلى تنسيق متعمد يهدف إلى استهداف الجنوب وإضعاف مؤسساته الأمنية.


ويتجلى حجم التمويل والدعم غير المباشر من خلال السماح بمرور شحنات مشبوهة أو توفير طرق آمنة لقيادات مطلوبة أمنيًا، وهو ما يؤكد أن الدعم ليس ماليًا فقط، بل عملياتيًّا واستخباراتيًّا، ما ساهم في تعزيز أنشطة الإرهاب داخل حضرموت.


وتدل المؤشرات على أن هذه الشبكة تقوم على تبادل الأدوار وتوظيف الفوضى لتمرير مشاريع تخدم الحوثي والإخوان على حد سواء، الأمر الذي يجعل المنطقة العسكرية الأولى مصدر تهديد رئيسي للجنوب، وليس قوة نظامية كما يفترض.


- طبيعة الخطر الذي يهدد الجنوب :



يتضح أن الخطر الماثل أمام الجنوب لا يكمن فقط في التحركات التكتيكية للجماعات المتطرفة، بل في البنية الهيكلية التي صنعتها المنطقة العسكرية الأولى لتسهيل هذا النشاط، بحيث باتت حضرموت ساحة مفتوحة أمام التسلل والاختراق.


كما أن كل تصعيد تشهده حضرموت أو المحافظات المجاورة يفضح الدور السلبي للمنطقة العسكرية الأولى التي لم تعد عامل استقرار، بل تحولت إلى مظلة تسمح بتداخل نفوذ الحوثيين واعتمادهم على نفوذ الإخوان في ضرب العمق الجنوبي.


ويمتد تأثير هذا الخطر ليشمل الجانب الاقتصادي، إذ تؤدي البؤر المرتبطة بالإرهاب إلى تعطيل خطوط الإمداد وتشويه بيئة الاستثمار وإبقاء حالة الفوضى قائمة، ما يضع الجنوب أمام تهديد مزدوج يمس الأمن والمعيشة معًا ، كما يفتح هذا التداخل الباب أمام تهريب الأسلحة وتسريب المعلومات وتسهيل انتقال الجماعات التخريبية بين المحافظات.


وتتعاظم خطورة الأمر مع البحث الدائم للحوثيين عن منافذ جديدة للتوسع خارج مناطق سيطرتهم، مستفيدين من غطاء المنطقة العسكرية الأولى التي توظف وجودها لعرقلة أي مسار جنوبي هدفه تثبيت الأمن وبناء مؤسسات مستقرة.


- الإجراءات لمواجهة التهديدات


أصبح توثيق العلاقة بين الإخوان والحوثيين في وادي حضرموت ضرورة لا يمكن تجاهلها، إذ يمثّل ذلك الخطوة الأولى لفضح المحور الذي يهدد الجنوب ويعرقل كل فرص الاستقرار ، كشف هذه الحقائق للرأي العام يسهم في تحييد أدوات التضليل وإجبار الجهات المعنية على اتخاذ التدابير المناسبة.


كما أن تعزيز الوعي بخطورة هذا الارتباط يمثل حجر الأساس في أي عملية تفكيك لهذه الشبكات، وهو ما يتطلب تحركًا سياسيًا وأمنيًا منسقًا يضمن وقف الاختراقات وإغلاق الثغرات التي تستغلها المليشيات.


ويمثل تمكين القوات الجنوبية، وعلى رأسها قوات النخبة الحضرمية، الخيار الوحيد القادر على فرض الأمن الحقيقي في وادي حضرموت ومحيطه، باعتبارها القوة الأكثر قدرة على التعامل مع تضاريس المنطقة، وفهم شبكات الإرهاب المتغلغلة فيها، وقطع خطوط التمويل والدعم.


وتبقى إعادة بناء منظومة أمنية جنوبية خالصة ضرورة ملحة تُنهي حالة الاختلاط بين القوى المتناقضة، وتضع حدًا لمشاريع الفوضى التي تعمل عليها مليشيات الحوثي والإخوان.