قالوا كثيرا ورددوا بأن قضية الجنوب قضية عادلة لكن المحامي فاشل وقالوا أيضا أن الجنوب جوهرة بيد فحام وقالوا ورددوا أن المناطقية متجذرة في الجنوب لايمكن التخلص منها وقالوا ورددوا أن المجلس الانتقالي الجنوبي فقد كثيرا من رصيده وشعبيته ورموا الحجارة والاشاعات والبلبلة وشكلوا غرف عمليات لنشر الأكاذيب وبث الفرقة وزرع الفتنة ، واستخدموا كل الوسائل البشعة والقذرة المحرمة والمشبوهة ، صالوا وجالوا وركبوا سفينة الغرور والمكر والخداع والتقية معا وتحالفوا مع الضد والمخالف والعدو وصوبوا أجهزة الإستقبال والرصد تجاه الجنوب والجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والقائد عيدروس الزبيدي ، ووضعوا إطارا من الزجاج الشفاف حول بعض العناصر من الجنوبيين الذين يشبههم وأمثالهم من كل المكونات في الفساد والنهب والسلب وفرزوا من خلال الإطار الزجاجي الشفاف كل من هو جنوبي فقط ولو كان واحد من العشرة أو المئة أو الالف فاسد وناهب ومغتصب لحقوق الآخرين.
الخبث والعداء للجنوب والجنوبيين دون غيرهم هو الذي جعل الإطار يحيط بكل من هو جنوبي فاسد متعتم ومخفي عن كل الصور الاخرى القبيحة والبشعة.
كل هذه العداوة والحقد والبغضاء للجنوب وللجنوبيين رغم كثرته وضرره وعرقلته للمشروع الوطني الجنوبي إلا أن قاطرة العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري الجنوبي انطلقت الى الامام متجاهلة كل المؤامرات والدسائس ، كما يقول المثل (( القافلة تسير والكلاب تنبح )) .
الجنوبيون وبعد إعلان التفويض في ٤ مايو للقائد عيدروس الزبيدي وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وضع لوحة الرسم على الطاولة وأخذ القلم والمسطرة وبدأ يخط طريق الوصول الى الجنوب برا وبحرا وجوا وبصورة سليمة وآمنة فاستخدم الصبر وطول البال نهجا لتحقيق الأهداف وبدأ يضع حجر الاساس في بناء المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية بعيدا عن الضوضاء والضجيج فتشكلت الوحدات العسكرية الواحدة بعد الأخرى البرية والبحرية والجوية والاستخباراتية وتكللت نجاحات المهندس في البناء للوحدات العسكرية في إقامة أول عرض عسكري نوعي في الجنوب في ساحة العرض الجنوبية للاحتفالات والمهرجانات الرسمية في ساحة العروض بخور مكسر كاعلان جنوبي عن استكمال أعمال البناء والتجهيز للجيش الجنوبي ليتم تدشينه رسميا في عرض عسكري مهيب ينتقل فورا من المهام التنظيمية إلى المهام الميدانية ليتم اختبار القدرات القتالية العالية في أعتى واقوى الجبهات القتالية للجيش اليمني المرابط حول حقول النفط في حضرموت الوادي والصحراء والمهرة وشبوة ، لتثبت القوات المسلحة النظامية الجنوبية كفاءتها واحترافيتها وخبرة التكتيك العسكري لتنهي المهمة وتنجزها قبل الموعد المحدد لها بكثير لتفاجئ القيادة السياسية بإعلان الانتصار وتحرير وادي وصحراء حضرموت وتستعيد السيطرة على محافظة المهرة التي كانت بقبضة قوى النفوذ التابعة للمنطقة العسكرية الاولى.
كانت القيادة السياسية للجنوب ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي قد استكملت من سابق اعداد الهيكلة التنظيمية لمتطلبات الدولة المنشودة في مجالات مختلفة وتم ترتيب العمل فيها والتهيئة للتعامل الفوري حال اعلان الدولة الجنوبية دون حدوث تأثير سلبي يعرقل استمرار العمل واستقرار وإلحاق الضرر بمصالح شعب الجنوب.
أن هندسة اعمال البناء لمؤسسات دولة الجنوب تستكمل الواحدة بعد الأخرى وكما قال لي أحد الناشطين الجنوبيين في ساحة الاعتصام بخور مكسر ويدعى حسن اللحجي يقول مبتسما ( الجنوب استكمل أعمال البناء وبقي له قليلا من التشطيبات وسيستلم الدولة قريبا.
نعم لم يعد أمام المهندس الجنوبي لاعلان الدولة سوى تجهيز الحفل ومد البساط الأحمر وترتيب مراسيم الافتتاح وقص الشريط وحضور التشريفات وكبار الضيوف وصياغة مسودة اعلان الدولة فقد تم الاتصال بالأهل والاقارب الجنوبيين في الداخل والخارج وينشغل عدد كبير من الخبراء والاستشاريين الجنوببين في صياغة بيان اعلان الدولة الجنوبية وميثاقها الوطني وتفاصيل أخرى دقيقة وهامة قد تستغرق بعضا من الوقت ، حتى يظهر حفل التنصيب للقيادة السياسية الجنوبية ولأول مرة رسميا ، بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود منذ ٢٢ مايو ١٩٩٠ يوم اعلان الوحدة اليمنية المشؤومة ليتم استبدال التاريخ والحدث بيوم اعلان الدولة الجنوبية العربية الفيدرالية كاملة السيادة.
اعلان دولة الجنوب العربي سيكون حدثا فارقا في تاريخ المنطقة والعالم وسيحتفل به أبناء الجنوب العربي في الداخل والخارج وستتزين العاصمة عدن وعواصم الدول العربية والأجنبية بأعلام الجنوب ونشيده الوطني وصورة القائد عيدروس بن قائد الزبيدي رجل المرحلة الذي وعد فأوفى بوعده وانجز عهد الرجال للرجال واوصل الجنوبيين إلى بر الأمان ومكنهم من أرضهم وثرواتهم وأعلن دولتهم المنشودة دولة الجنوب العربي.
