آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 01:31 ص

كتابات واقلام


الإمارات الغيورة على الجنوب العربي

الجمعة - 28 يناير 2022 - الساعة 09:41 ص

محمد مرشد عقابي
بقلم: محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب


كتب / محمد مرشد عقابي:

تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة عظيمة لدى شعب الجنوب العربي الذي يدرك صدقها ويشعر بحبها، ويلمس خيرها ويصله عطاؤها، ويستقوي بمواقفها ويصمد بدعمها، ويعتمد عليها ويطمئن إليها، ويثق فيها ويأمن معها، ويذكر مواقفها التاريخية ولا ينسى ثوابتها القومية، مما جعلها واحدة من أكثر الدول صدقا مع هذا البلد، ووصلا لأهله، ودعما لشعبه، وثباتا على مبادئها في الوقوف الى جانبه وإيمانا بواجبها لنصرة مظلوميته.

فـ الإمارات حكومة وشعبا ومؤسسات ونقابات وهيئات واتحادات وتجمعات وكيانات، لا تنفك تؤيد ابناء الجنوب العربي وتناصر قضيتهم العادلة، وتدعمهم بالمال وتحميهم بالسياسة، وتقدمهم على نفسها، وتؤثرهم على مصالحها ولو كان بها خصاصة، وتؤيدهم ولو كانوا منافسين لها، وتراهم خير الشعوب وأفضل الأمم، لتوطد بذلك قيم قيم التأخي وعرى المحبة ووشائج التلاحم فيما بينها وبين ابناء هذا الشعب العربي العريق، فالأشقاء في الإمارات على الحق ظاهرين، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا يضعفهم من انقلب عليهم او تخلى عنهم هكذا عهدناهم نحن الجنوبيين.

لا يشك شعبنا العظيم في مواقف أشقائنا الإماراتيين ونواياهم، ولا يتهمهم في مسعاهم أو يقلل من غيرتهم وعطاءاتهم، ولا يستخف بمشاعرهم أو يشكك في أحاسيسهم، ولا يبخسهم فضلهم ولا ينكر دوهم وتضحياتهم إلا جاحد وجبان، فتاريخهم تجاهنا ناصح، وسجلهم بالفضائل عامر، ومواقف قادتهم ورجال شعبهم تجاه القضية الجنوبية شجاعة ومشرفة، يترجمونها كل يوم قولا وفعلا، وتأييدا وحراكا، ودعما ومناصرة، وبذلا وعطاء وفداء وتضحية، تلك هي أسمى وانبل واقدس السجايا والسمات الأخوية الصادقة.

يشعر الإماراتيون دوما بمعاناة شعب الجنوب العربي، ويقدرون تضحياته ويعظمون مقاومته، ويرون أن الثمن الذي يقدمه في سبيل انتزاع الحرية والتحرير هو أمر طبيعي، وهو متوقع ضمن سنة الحياة وصيرورة الثورات، فما من ثورة انتصرت دون فعل المقاومة، وما من شعب تحررت أرضه واستعاد حريته وكرامته وعزته دون فداء وتضحية ودماء وآلام.

لقد عانينا جميعا نحن ابناء الجنوب، من ضيم وظلم وقهر الاحتلال اليمني، وقاسينا كثيرا من سياساته التدميرية طيلة عقود من الزمن، فيجب علينا ان نعي الدرس جيدا ونأخذ العبرة مما مضى وان نتفق ونتحد وننبذ خلافاتنا البينية جانبا ونبتعد عن سوء الظن والتشكيك والتخوين والتناقضات، ويجب على قيادتنا ان تنتبه لهموم الشعب وأن تلتفت إلى مشاكله وحاجاته، فالعدو متربص ويفرح بخلافاتنا ويسعد بانقسامنا، ولا يعنيه أبدا اتفاقنا، بل إنه يسعى لتوسيع الهوة وتغذية الصراعات بيننا، فهو بالانقسام يعيش، وبالصراع الداخلي يأمن ويطمئن، وينام قرير العين هادئ البال.

يحق لنا دوما ان نفخر ونعتز بمواقف أشقاءنا في الإمارات العربية المتحدة، فهي من احتوت جميع القوى الوطنية الحية والحاضرة في المشهد الثوري والنضالي والسياسي والفاعلة على الأرض والعاملة في صفوف المقاومة والتي كان لها باع طويل في النضال التحرري منذ العام 2007م وصناعة النصر عام 2015م، وهي من تمكنت من رأب الصدع الجنوبي وجمعت الكلمة ووحدت الصف تحت نبل الهدف وسمو المهمة وشرف الغاية، وهي من وجهت كل الشرفاء والأوفياء والأحرار والمحبين لوطنهم العمل بصدق وإخلاص لتمكين ابناء الجنوب من استعادة أرضهم، وهويتهم العربية الأصيلة، ودافعت عن عدالة قضيتهم السياسية والحقوقية والإنسانية في كل محفل، فلهذا البلد الشقيق قيادة وشعبا ترفع القبعات وتنحني هامات كل جنوبي حر وغيور إجلالا وإكبارا وعرفانا لتلك المحطات والمواقف الأخوية العظيمة.