آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 01:57 م

كتابات واقلام


التحالف التكتيكي والتحالف للبقاء والمصير المشترك

الثلاثاء - 29 ديسمبر 2020 - الساعة 01:23 ص

جمال باهرمز
بقلم: جمال باهرمز - ارشيف الكاتب


-هل تحالف المجلس الانتقالي الجنوبي مع شرعية الرئيس هادي وحكوماته ودول التحالف تكتيكي. او تحالف المصير المشترك؟
كل يوم تأكد لنا الاحداث .ان تحالف المقاومة الجنوبية والرئيس هادي كممثل للشرعية ودول التحالف ,تحالف المصير المشترك في الحرب على صنعاء وليس تحالف تكتيكي .
فتعبير التحالف التكتيكي يقلل من حقيقة العمل الجبار الذي يؤسس له في البيت العربي بحسب اتفاقيات الجامعة العربية التي اكدت على الشراكة في الحفاظ على الامن القومي العربي والدفاع عن وجودنا كعرب.
فنحن العرب لدينا شراكه حقيقيه في الموقع والجغرافيا والجيرة والتاريخ واللغة والارث الحضاري والديني والدم. ومن الخطأ ان نعتبر تحالفاتنا تكتيكية تنتهي بانتهاء الضرورة والمصلحة الانيه.
وهو اي التحالف التكتيكي يلغي القواسم المشتركة ويتنكر لها واكبر مثال على ذلك حين اعتبر نظام الرئيس السابق علي صالح واحزاب الشمال الشراكة مع السعودية ودول الخليج طوال ال50 سنه تحالف للضرورة انتهي حين وجد مصلحته مع ايران وهي الدولة التي لها اطماع تاريخية وعداء مع العرب .
مثل هذا النظام الذي كان يقود دولة الوحدة اليمنية, يقدم مصالحه على حساب الامن القومي العربي معتبرا ما يعتمل هو تحالف تكتيكي فرضته الضرورة. فكان الرد غضب وتحالف عربي للدفاع عن الامن والمصير والوجود العربي.
وبدخول المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب العربي الى المنظومة الشرعية والحكومية أكد على الشراكة الرسمية مع دول التحالف لتحقيق أهداف الامة العربية.
لماذا؟ لان اصالته اثبتت انه لا يطعن اشقائه في الظهر حتى حين كان يعاني من قهر واباده من الاحتلال الشمالي لم يفرط ويتحالف مع أحد ضد اشقائه العرب.
ولان التحالف من اجل المصير المشترك ,تحالف وجود وبقاء ولا ينتهي بانتهاء المصلحة لماذا؟ لان باب المندب وخليج عدن لن يتغيرا ولا شعب الجنوب بما يملك من ارث تاريخي وحضارة موغلة في عمق الخليج وممرات تخنق او تفتح العالم للخليج ومصر وجميع الدول العربية.

اذن المفهوم الواضح انه حين اعتبرت قيادات صنعاء بطرفيها الهاربة او المتمردة تحالفها لنصف قرن مع الخليج تحالف تكتيكي للضرورة وليس شراكه في المصير والوجود. انقلبت لرهن وبيع بلادهم لإعداء العرب .
عندها بدأت الحرب لاستعادة الشراكة الحقيقية. ولم تجد دول الخليج الا الأصالة الجنوبية ممثله بشعب الجنوب ومقاومته ومجلسه الانتقالي صمودا وانتصارات امام أدوات فارس .
وباعتقادي ان الامور ستؤول للحفاظ على الجنوب الاصيل كسياج امن للأمن القومي العربي ضد الاطماع الفارسية بعد ان تخاذلت كل النخب والأحزاب الشمالية حتى التي انضمت للشرعية جهرا وتحالفت مع حكام صنعاء سرا لدعمهم في تحالفاتهم الاستراتيجية مع دولة ايران.
ورويدا رويدا ستكتمل الشراكة الحقيقية بين الجنوب ودول التحالف العربي بعد ان تأكد ان الوحدة اليمنية اصبحت عامل لزعزعة الامن العربي والعالمي .
وان الاجدى فك الارتباط بسلاسة بين الشمال والجنوب لان استمرار الوحدة وإعادة عدن لتتبع المركز في صنعاء .يعني اعادة التأثير الثقافي والديني والاقتصادي والأمني ليصبح الجنوب بعد سنوات يتبع اجندة دولة فارس عبر ادواتها في صنعاء .وتحت ضغط الحاجه وتأثير الثقافة الدخيلة سيصبح أبناء الجنوب اداة انطلاق وراس حربه بيد صنعاء لقتال اشقائهم في الخليج .
مثلما الان كثير من ابناء محافظتي تعز واب والحديدة وغيرهما من محافظات الشمال السنه. اداة انطلاق لقتال ابناء الجنوب ودول التحالف ويشكلوا 70% من جيوش عفاش والحوثي المتمردة.
ولذلك فما يعمل الان هو تأسيس لشراكه لا تنتهي بين الدول العربية ممثلة بدول التحالف وشعب الجنوب.
الذي لن يقفز على الخطوات التدريجية.
ورويدا رويدا سيحصل شعب الجنوب على دولته ويستعيدها من باب هذه الشراكة .
(ها هم الاتون الى المحرقة / الظاهرة مفاتيحهم المعلقة / المستبشرون بالفتاوي الملفقة / وها هو سيدهم عفلقه / يقودهم لحبل المشنقة / غضب ابليس وجن جنونه / حين رأى تلميذه يسبقه / ذاك الدي علمه فنونه / اصبح نجما في الاجرام والزندقة / يحتل بعده قلاعه وحصونه / وكل الشياطين امست تعشقه)
م. جمال باهرمز
28-ديسمبر-20م