آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


رحلتي من عدن إلى زنازين الأمن السياسي بشبوة (الإعتقال الثاني)

الخميس - 22 أبريل 2021 - الساعة 12:40 ص

صالح مساوى
بقلم: صالح مساوى - ارشيف الكاتب


في العاشر من شهر رمضان المبارك العام الماضي حملت حقائب السفر وودعت زملائي في إذاعة هنا عدن، على أمل أن أعود إليهم بعد عطلة عيد الفطر المبارك، ولم أكن أعلم أن القدر يخبيء لي شيئا مختلفا تماما عم انويه في تلك اللحظة، وعند الساعة التاسعة مساء تقريبا، تحركت محركات سيارة الأجرة من فرزة الهاشمي في الشيخ عثمان، يحدونا الأمل ان يأتي وقت السحور ونحن في مدينة عتق، كان الركاب كالعادة خليط من عدة محافظات، واصل سائق السيارة السير بنا على مهل، خرجنا من عدن وجاوزنا كثبان العلم الرملية، ودخلنا إلى محافظة أبين التي تستغرق ثلثي الرحلة إلى شبوة، وما أن وصلنا إلى العرقوب إلا وبداء أربعة من الركاب كانت بحوزتهم بندقياتهم وذخائرهم، يشيرون إلى مواقع الالوية التي ينتمون إليها، عندها اتضح انهم عسكر في قوات الشرعية!! كيف دخلوا إلى عدن؟ ولماذا سمحت لهم القوات الجنوبية بالدخول؟ كل هذه أسئلة لم أجد إجابة لها!!
واصلنا السير في محافظة ابين والظلام يحيط بنا من كل الجهات، وعند وصولنا إلى منطقة العرم بمحافظة شبوة كان الوقت متأخرا، والشارع الرئيس خال تماما من المارة، وكانت الساعة تشير الى الثانية فجرا وعند وصولنا إلى نهاية الشارع اوقفتنا نقطة عسكرية تتبع الأمن المركزي( القوات الخاصة) وكما هو متوقع قامت بالتفتيش في أغراض الركاب، وكانت في حقائبي بطاقات مختلفة منها بطاقة الإذاعة وشهادة تقديرية من انتقالي شبوة، وكاميرة وغيرها من الأغراض التي تستعمل في العمل الإعلامي، وكلما عثروا على شيء يخصني يحملوه إلى قائدهم الذي يبعد عنا عشرات المترات، وبعد تفتيش دقيق لأكثر من ساعة تقريبا، وبعد تعالي صيحات الغضب من رفاقي المسافرين، بسبب التأخير، جاء إلينا مجموعة من الجنود ينادون باسمي وطلبوا مني الذهاب معهم إلى طقم بالقرب منا، واخذوا جميع اغراضي، الذي كانت في سيارة الأجرة إضافة إلى الجوال، وبالفعل ذهبت معهم، وتحركوا بي إلى مدرسة تقع على تل يشرف على سوق العرم وتم تغطية عيناي تماما، وكأنني ارتكبت جريمة، أو عمل إرهابي! ومن ثم ادخلوني في أحدى الفصول بالمدرسة، ومع بزوغ الشمس اخذوني ثلاثة أشخاص بسيارة وزي مدني، وأخبرني السائق عند خروجنا أنه سينقلني الى عتق ومن ثم سيطلق سراحي هناك، ولكن لم يتحقق شيء من هذا فيما بعد، فعند وصولنا عتق وبالقرب من مبنى الإدارة المحلية للمحافظة تم تغطية عيناي مرة أخرى........

وللقصة بقية....

صالح مساوى
يوم الأربعاء ٩ رمضان ١٤٤٢