آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 05:44 م

كتابات واقلام


جودة النخبة اليمنية واستراتيجيتها

الخميس - 29 أبريل 2021 - الساعة 11:12 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


من المعروف ان استراتيجية الدولة هي سيناريو أفعال " النخبة" , الذي تفترض فيه النجاح الأكبر أو الاقل خسارة ، هي خطة عامة وليست مفصلة ، تغطي فترة زمنية طويلة لتحقيق هدف معقد وغير مؤكد .

هناك عدة فروع لمفهوم الاستراتيجية مثل : الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد ، والتعليم ،وللترقية النسوية ، وللبيئة و التنمية المستديمة ، وللمناطق والموانئ التجارية ، ولتطوير الزراعة ، ولتطوير البنى التحتية ....الخ ، لكن مشكلة مفهوم الاستراتيجية يكمن في انه يحتاج الى نخبة وطنية مختلفة الافكار والعلوم وبالذات في مجال السياسية و الاقتصاد ، وللأسف سارت اغلب نخبة الجمهورية اليمنية بعد حرب 1994 في فلك الحاكم العسكري المنتصر وقبائله، و حصرت نفسها بالمفهوم العسكري و" الهبر " واصبح مفهوم استراتيجية الدولة بالنسبة لها يُختزل في علوم وفنون الحروب والفيد وتجهيز ونشر القوات للمعركة والغنائم ، شبيهاً بالنموذج " الافغاني " .
دمرت حرب الإبادة الجماعية القاعدة الاقتصادية الهشة لرواندا في 1994 وهو بلد ريفي ، وبعد الحرب وقعت النخبة الرواندية اتفاق سلم و بدأت الحكومة برنامجًا استراتيجياً لتحسين اقتصاد البلاد ، حيث دخلت رواندا فترة من النمو الاقتصادي استطاعت خلال فترة قصيرة تسجيل نسبة 8 ٪ من النمو اقتصادي ، وهو رقم قياسي حافظت عليه منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا ، مما جعلها أحد أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا ونجحت بذلك في الحد من الفقر وفي تطوير شبكة البنية التحتية للبلاد بسرعة.

دول الخليج التي نراها اليوم في قمة تطورها ، منذ البداية قامت نخبتها باتباع استراتيجيات اقتصادية تقف على الموارد والمصادر المتاحة لديها واولها النفط والموانئ وعلى مقياس و نهج واسع وطويل الأجل ، فتحت من خلالهما ابواب استراتيجيات اخرى تطويرية كالتعليم والصحة والطرقات والكثير من البنى التحتية ، وهي اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، ولديها استراتيجية الصناديق المالية المستقبلية لتأمين وحماية اقتصاد الدولة و الاجيال القادمة .

هل توجد في اليمن نخبة سياسية واقتصادية بحق وحقيقة غير العسكرية ؟ ، اما ان البلاد اصبحت مجرد معسكر مفتوح للاستراتيجيات والعقليات القبلية وتجار الحروب وصراعاتهم على السلطة والثروات ؟ ، اين اختفت النخبة السياسية والاقتصادية اليمنية ؟ الى اين تذهب موارد البلاد الضخمة من النفط والغاز والاسماك والضرائب ؟ ولماذا الى يومنا هذا لم تُكتب او تُقدم اي استراتيجية وطنية تنموية في المناطق المسمى بالمحررة لتكون نموذجاً يحتذى به؟ .

طلبت الأمم المتحدة، في تقريرها الصادر يوم الاثنين بالإصلاح السريع لمينائي عدن والمكلا من اجل إبعاد شبح المجاعة عن اليمنيين ، وهذا المطلب عيب في حق البلاد ونخبتها ، و يدفعنا في نفس الوقت الى طرح سؤال على بعض المشايخ وبعض الساسة والاقتصاديين اليمنيين ممن يدعون بأنهم انهوا الدراسات الجامعية واصبحوا يدرجون اسمائهم والقابهم في قائمة النخبة ، هل انتم بالفعل نخبه ؟ .