آخر تحديث :الأربعاء - 06 نوفمبر 2024 - 12:18 ص

كتابات واقلام


الانفصال القادم من صنعاء

الأربعاء - 23 يونيو 2021 - الساعة 02:07 م

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس - ارشيف الكاتب


اعاد القرار الصادر من جماعة الحوثي بمنع تداول العملة فئة الألف الريال طبعة 2017 التي تحمل الحرف "د" في مناطق سيطرته بينما سمح بتداول التي تحمل حرف "أ" إلى ذاكرتنا التعامل الشطري لتقسيم أفراد وضباط الجيش الجنوبي بعد الوحدة عام 90م وتسمية جيش الشمال (أ) بينما الجنوبي القادم من عدن (ب) والقوات النازحة إلى صنعاء (ج) وظل هكذا التعامل والتمييز بين الضباط والافراد بحسب حرف الفئة، ولا أعتقد أنه كان بهدف التنظيم أو الدمج إذا ما نظرنا لما ترتب عن ذلك التمييز من إلحاق الضرر والحرمان من الحقوق والتأهيل والمناصب والامتيازات والمضايقات إلى وقت 2011م.
قد توحي خطوة منع تداول العملة في صنعاء إنها تأتي وفق تفاهمات لضبط الوضع المالي المصرفي أو أنها تتم بهدف سحب العملة القديمة، لعدم الحديث عن كيفية التعامل مع بقية الأحرف على نفس الفئة ، التي ستكون لا قيه في مناطق سيطرة الحوثيين بحكم بيان منع التداول باستثناء (أ)، لكن الأكثر وضوحا للتخبط الحاصل في القطاع المصرفي وتدهور العملة، وفارق الصرف بين صنعاء وعدن أنه يضعنا أمام مشهداً لعملية تفكك أو إعادة ضبط (المصنع) وتهيئته لاستيعاب ومواكبة أي حلول تتضمنها النسوية القادمة.
نتوقع أن يترتب على هذه الخطوة انعكاسات ايجابية تعود بالفائدة على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، لما ستحدثة من إرباك ومخاوف لدى المواطن الذي سيسارع بإستبدال مدخراته التي ستصبح في حكم ممنوع التداول، أو يتجه لصرفها إلى عملة صعبة، وهذا سيزيد من العرض في السوق وسيخلق اختلالات في السوق قد تصب لصالح الحكومة الشرعية.
الحقيقة لايزال اليمن يتعرض لعملية هدم وتفكك أضرت كثيرا بالمؤسسات والموارد المالية واضعفت تحصيلها، وضاعفت من تفشي وانتشار الفساد والافساد المؤسسي، وطال الضرر الأكبر منها المواطن ومعيشته في ظل اوجاع الحرب ومٱسيها، الذي لم يعد قادراً على تحملها.
قد تؤسس نتائج عملية الهدم والتفكك الحاصل أمامنا لعملية بناء (سليمة) قادمة في إطار الحلول المنتظرة من التحركات الدبلوماسية والجهود الدولية لمعالجة الأزمة والصراع اليمني إذا ما صدقت وعود الداعمين ودول التحالف في إعادة بناء اليمن من جديد، ولا يستبعد في الوقت نفسه أن تعيدنا عملية الهدم والتفكك إلى المربع الأول، وتؤدي إلى تفكك الدولة إلى دولتين أو أكثر ، وعندها ستتداول كلا منها في الجغرافيا المسيطر عليها، العملة الموروثة عن الوحدة وفق رموز وأحرف محددة، على غرار تسمية جيش (أ) و(ب) و(ج) التي تحكمت في التعاملات الإدارية أثناء وبعد الوحدة.
إن الإجراءات المتعددة التي تتخذها صنعاء لا يمكن فهمها أو استيعابها غير إنها تعد مؤشرا ً على إن الانفصال القادم من صنعاء، فهل منع الحوثي تداول العملة في مناطق سيطرته استكمالاً لانفصال صنعاء عن عدن؟