آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 12:41 ص

كتابات واقلام


اليمن : البحث عن سلام منفصل دعاية أم دبلوماسية سرية ؟

الأربعاء - 23 يونيو 2021 - الساعة 02:08 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


اتفاقية " السلام المنفصل " يبرمها بشكل منفرد أحد أعضاء التحالف المتحارب دون علم أو بموافقة الحلفاء ، بسبب صعوبات ومشاكل داخلية اقتصادية او سياسية ، بمعنى اخر يتم إبرام اتفاق سلام من قبل أحد المتحاربين عندما يقاتل كجزء من تحالف مع الطرف المعادي ، و تحالف الحرب هو اتحاد دول ينسقون أعمالهم مع بعضهم البعض وهم في حالة حرب مع دولة أخرى او ضد جماعة متمردة او ارهابية .

اليوم الحرب الدائرة في اليمن تشارك فيها عدة اطراف محلية واقليمية ودولية ومسائلة ظهور اتفاق " السلام المنفصل " قائمة ، ويجب ألا يتعجب احد ان بدأت معالجة الوعي الجماهيري بطريقة عكسية داخل دولة ما من الدول المشاركة في حرب اليمن ، حيث تكون خطاباتها بعيداً عن مفهوم مصالحنا وامننا القومي ومواصلة القتال و " كل شيء من أجل النصر" إلى السلام و " وقف الحرب على الفور " .
ان أي مناقشة او تسوية اقليمية و دولية في موضوعات الحرب والسلام في اليمن بشكل منفصل عن القضية الجوهرية المتمثلة بالجنوب وشعبة وحقوقه الاساسية ، هي خطوة فاشلة و غباء سياسي و دبلوماسي غير عملي وغير عادل وسوف يتحول إلى آلية دعاية غير صحيحة عن الاوضاع في اليمن، ولن يؤدي دوره الرئيسي لإعطاء العالم فرصة لمعرفة من يهاجم من ، ومن يدعم وينشر الارهاب ومن يحاربه ، ومن يهدد الملاحة الدولية والسلم العالمي ، ومن يسعى الى جعلها ممرات دولية آمنه .

الحراك السياسي والدبلوماسي الاقليمي والدولي النشط الاخير بخصوص اليمن أظهر أن الرغبة في التفاوض بين الاطراف المتحاربة وإيجاد حلول " وسط " قد بدأت تسود ومنها ملامح اتفاق "سلام منفصل " ، لكن يجب الحذر لان كل المحاولات السابقة لترويض جماعات" الحوثيين والاخوان " بشكل منفرد وإطعامها حتى باليد ، كقاعدة عامة تنتهي في الكثير من الاحيان " بدماء الضحايا الأبرياء ".

اليوم الحوثييون يضعون شروطاً تعجيزية لإفشال اي مفاوضات ، لان الحرب مصدر رزق لهم ، بينما يضع الاخوان باسم " الشرعية اليمنية " في مفاوضاتهم مع المجلس الانتقالي شروط صعبة التنفيذ من اجل البقاء على حالة الحرب والسيطرة على مناطق الثروات الجنوبية ، المقرف ان يتعامل الطرفان " الحوثي والاخواني " مع شروطهم المتشابهة جداً و المطروحة في المفاوضات على أنها وصايا لا يمكن انتهاكها .
لدى الاخوان والحوثيين " حلم خفي ومستحيل " ، مضمونة يقوم الاول بالسيطرة على الجنوب و يسلمه للثاني حاكم الهضبة مقابل الفتات والصفح والرضا عن الاول ، وسيظل " حلم " بالنسبة للطرفين لان الجنوبيون اصبحوا اكثر ادراك لطبيعة الصراع الجيوسياسي لقبائل الهضبة والاخوان واطماعهم ، و لن يتنازلوا عن هدف استعادة دولتهم كاملة مع احترامهم لأي اتفاقات بما فيها " السلام المنفصل " .