آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 09:37 م

كتابات واقلام


قرارات من لدن قيادة حكيمة وليخسأ الخراصون

الأحد - 27 يونيو 2021 - الساعة 08:08 م

نادرة عبدالقدوس
بقلم: نادرة عبدالقدوس - ارشيف الكاتب


بقلم: نادرة عبد القدوس

أنبرى البعض، مهاجماً قرار محافظ العاصمة عدن، الأخ أحمد حامد لملس، في إصداره، قبل يومين، عددٍ من التكليفات الإدارية في المؤسسات الاعلامية الرسمية، متهماً إياه بتدخله في خصوصية الحكومة. وهذا اتهام غير موضوعي؛ فالمحافظ لم يصدر قرار تعيين، بل تكليف وهذا من صلب مهامه وواجباته، حين تستدعي الضرورة في أي شأن إداري يخص مؤسسة حكومية ما، لأنه الحاكم الفعلي في المحافظة. كما إن الأخ المحافظ، لم يصدر القرارات جزافاً أو اعتباطاً، بل بعد استشارات قانونية، ومعروف عنه أنه ليس من هؤلاء الذين يصدرون قراراتهم في ساعة تجلٍ أو (نجعة قات) فالملس رجل حصيف وممسك بقوة بدفة قيادة العاصمة عدن وعليمٌ بالمرحلة التي تمر بها بلادنا. ولعمري، أنها كانت قرارات صائبة، ذلك أن من سيتولى الإشراف الإداري والمالي والاعلامي على هذه المؤسسات، أثبتوا جدارتهم في هيئات إعلامية ما زالوا يتولون إدارتها، منذ سنوات مضت ولم تتلطخ أياديهم بنتانة الفساد، بكل صوره وأشكاله. فمن لا يعرف الصحفي المخضرم عيدروس باحشوان وتاريخ ميلاده الصحفي في بلاط صاحبة الجلالة، منذ أكثر من أربعين عاماً؟! يكفي أنه كان محرراً في أعرق الصحف الأهلية (الأيام) ثم سكرتيراً للتحرير فيها. وهي المؤسسة الإعلامية التي صقلت، أيضاً، موهبة المخبر الصحفي الكبير، (ملك الخبر) فقيدنا الغالي ومعلمنا وأستاذنا، محمد عبدالله مخشف الذي رحل عنا، دون وداع، في نهاية الشهر الفضيل، هذا العام. وقبلهما الكثير من الكتّاب والأدباء الذين وجدوا في الأيام، مدرسة للتفقه الإعلامي الرصين. وكم تمنيت ان أكون واحدة من أولئك الأقدمين ولكن شاء القدر أن تكون صحيفة 14 أكتوبر، مدرستي الصحفية الأولى في عام 1974م وبيتي الثاني الذي كنت اعشقه وأجد في جنباته وردهاته راحتي ومتعتي الفكرية والنفسية. وكان لي الشرف تتلمذي، فيها، على أيدي الرعيل الأول، ممن تخرج من مؤسسة (الأيام) و(فتاة الجزيرة) و(النهضة) وغيرها الكثير من الصحف والمجلات السيارة التي جعلت من عدن، في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، مناراً للفكر المستنير وملجأ لكل طالب علم وتفقه وحياة كريمة.
نعود إلى قرار محافظ العاصمة عدن الذي استفز البعض، ممن كان يتلذذ ويستمتع في إبقاء المؤسسات الاعلامية العريقة في عدن، مغلقة أمام كوادرها الاعلامية المخضرمة والشابة وعمالها وموظفيها الذين يتساءلون بأي ذنب أُغلقت؟! لهؤلاء أقول شئتم أم أبيتم، سفينة الإنقاذ الجنوبية ستمخر عباب البحر، مهما بلغت امواجه في عتيها ومهما كانت هناك من مخاطر؛ فربان السفينة، المجلس الانتقالي الجنوبي، ماضٍ في قيادتها وشعب الجنوب قد فوضه واختار رئيسه، عيدروس قاسم الزبيدي، عندما كنتم تحت ملاءاتكم، لا تسمعون ولا ترون ولا تتكلمون، هناك، بعيداً عن شظف حياتنا وبطولة رجالنا ونسائنا وإصرارهم على الاستبسال من أجل أن يحيا الجنوب شامخاً، في ظل دولته القادمة، قريباً، بإذن الله.
هؤلاء الخراصون الذين تغضبهم أية توجيهات أو قرارات تهدف إلى استقامة الاعوجاج في المجتمع وردم الصدع فيه واستعادة هيئات ومؤسسات العمل الحيوية ولملمة المشتت وترميم ما تهدم. هنا يبرز السؤال: لماذا كل هذا الغضب؟! أليس من المفترض مباركة العمل الصالح الذي يهدف إلى البناء والتعمير والتقويم؟! لماذا لم يغضب هؤلاء عندما صرح وزير الثلاث وزارات من بينها الاعلام، رافضاً إعادة نشاط المؤسسات الاعلامية الرسمية في عدن؟! أين كانت ألسنتكم وحناجركم المتحشرجة أمام ذلك التصريح الأهوج الصادر من لدن نفسٍ أمارة بالسوء؟ هل يرضيكم وأنتم محسوبون من ابناء هذه التربة الطاهرة، أن تظل رهينة الاعوجاج وعلى شفا جرفٍ هارٍ؟! ما لكم لا ترجون للخير مكانة في أرضكم؟! هل جف ماء وجوهكم؛ فلم يعد الحياء سحنتها؟! تباً لكم..

عن "الايام"