آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:02 م

كتابات واقلام


لا تسامح مع الفساد ولا تصالح مع الإرهاب..

الثلاثاء - 27 ديسمبر 2022 - الساعة 08:52 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


أمام الخطر المحدق بنا لا مجال للفسحة والتكاسل عنه، بل أنه يتوجب علينا جميعًا أن نكون خلفاء لله في الأرض، ونعلن البراءة من حلفاء الشيطان، ونجهر بالأمر المكلفين به من الله بأن نصدع بما نؤمر وألا تصالح مع الإرهاب ولا تسامح مع المفسدين؛ لأنهما آفتان مدمرتان للبناء والعمران ومهلكتان للحرث والنسل، ولم تكونا ذات يوم مفخرة للأوطان، حتى وإن تقمص المفسدون ثوب إصلاح الأرض واستعمارها، فتلك دعوة صرح بها ربنا سبحانه في قوله : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ" (١١ - ١٢) البقرة

وفي بداية الخلق كانت قضية (الفساد والإرهاب) من أولى القضايا التي نالت أول عملية حوار في تاريخ الحياة؛ لم يكن الأمر هين أو صدفة، بل أن الخطورة كانت محتملة،كما جاء في قوله " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ" (30) البقرة.

إن الدارس للآية أعلاه يرى أن الفساد باعث وسبب رئيس للإرهاب لذلك قدمه الله على القتل وسفك الدماء لخطورته، ولخطورتهما معا أعلنت الحرب والمواجهة بين الخير والشر منذ تلك اللحظة، أذن فالمواجهة حتمية مع تلك الفئتين ولا مجال أمام الشرفاء والمخلصين وعباد الله الصالحين إلا النفير والاستعداد الدائم في خوض غمار المعركة مع حلف الشيطان.

نحن في جنوبنا الحبيب ننشد الحرية والكرامة والعدل والعيش الكريم وبناء وطن خال من تلك الفئتين المدمرتين للبناء والعمران بينما حلفاء الفساد والإرهاب في الطرف الأخر يعززون الفساد ويشرعون الإرهاب تحد لمشروعية حكم الله في استعمار الأرض أولا وعرقلة مشروع أبناء الجنوب في بناء وطنهم والدفاع عن عقيدتهم وحريتهم وكرامتهم.

إن الأمر لا ريب فيه فالذين يتبنون مشروع الفساد والإرهاب في الجنوب هم الذين يدعون أنهم مصلحون " إرهاب باسم الدين شعارهم وفساد في دعاة العلم والتنوير" أنها لمأساة أن يكون هناك مدعي الدين يمارس الإرهاب ومدعي العلم والتنوير يمارس الفساد! أنها المأساة والملهاة معا، فماذا تبقى لنا؛ لكي نصلحه؟ ماذا أبقى لنا الارهاب من منبر لكي نصرخ نصدع بما نؤمر؟ ماذا ابقى لنا أرباب الفساد في المؤسسات التعليمية والتنويرية من مساحات بيضاء في عقول أطفالنا؛ لكي نرسم فيها ملامح وخرائط المواجهة تلك، المواجهة التي وقف لها الملائكة وعباد الرحمن صفا واحدا في أول منافسة أدارتها عملية حوارية مقدسة في بداية الخلق التكوين؟ وكان المنتصر فيها أبوكم أدم رمز العلم والعدل والحرية والكرامة والمقاومة، ففي قوله -تبارك وتعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا" 31 البقرة.

ليس هنا وقت للانتظار ولا مجال للفسحة فالخطب جلل والخطر قائم وليس قادم ألا فهل ستعلن ثورة عارمة تقتلع جذور الفساد والمفسدين وتستأصل بؤر الإرهاب والإرهابيين وترمى في محرقة التاريخ.

هل من ثورة علمية أخلاقية شعارها لا تصالح مع الفساد والمفسدين ولا تسامح مع الإرهاب والإرهابيين؟؛؛

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد


28- ديسمبر - 2022م