آخر تحديث :الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - 05:39 م

كتابات واقلام


قوات الجنوب حامي ظهر دول الخليج

الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - الساعة 03:54 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


إن كنت لا تعلم فأعلم أن أحداث حضرموت والمهرة هي علاج لإستئصال ورم أقليمي جديد يهدد الجزيرة العربية عبر بوابة الشرق للجنوب، وليس فقط إستئصال الأخوان من حضرموت والمهرة .
فمصالح الدول تُقاس بمنع تواجد أي قوة غير شرعية او حلف في الدول المجاورة لدولتك، وهذا هو سبب الحرب الأوكرانية الروسية التي تمنع تواجد حلف الناتو في دولة جارة لها .

فتصرفات السعودية وإعلامها بأنها ضد تصرفات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة، وأن الرئيس / عيدروس قد مال عن السيناريو المتفق عليه، هي محاولة التنصل عن صراع كبير قد يُثار بين الرياض ومسقط، التي لن ترتضي بإحلال قوى عسكرية في المهرة غير التي تدين لها بالولاء مثل قوات الحريزي .

فالتحالف الذي تبلور، من تجربته خلال سنوات الحرب والسلم، إيمان في قلبه يهتف نبضه بالثقة العمياء التي وقع أختيارها، من بين جميع الأطراف اليمنية، على القوات الجنوبية دون سواها، التي بها تم تحقيق ليس فقط تأمين المنافذ وأغلاق طرق تهريب السلاح والمخدرات عبر المهرة وحضرموت، بل أيضاً تم إنهاء التسيد العماني في الشرق، وبذلك فقد تم إنهاء التسيد الإيراني إذ أن قرارات عمان هي قرارات إيرانية خالصة التبلور .

فعمان تعمل العجب والعجاب من دعم الحريزي وإطلاق قناة المهرية، التي أحدثت ضجيجاً عارماً عن أن إتفاقية إنبوب النفط هي قضية سيادية يمنية، كي تُفشل أي محاولات سعودية او خليجية لإقامة هذه الإتفاقية عبر المهرة، لتخلص من تهديدات إيران في مضيق هرمز .

كل هذه الأفعال العمانية المضادة لجيرانها تصب لمصلحة حليفها إيران، التي بسبب هذا الأنبوب ستخسر ورقتها الضاغطة ( إغلاق مضيق هرمز ) ضد دول الخليج وأمريكا بل العالم، الذي ثلث من إحتياجه النفطي يمر عبر هذا المضيق، الذي تستثمره إيران لفرض نفسها لأعب قوي في صناعة مستقبل الشرق الاوسط، وأيضاً أحد أسلحتها التهديدية لأي حرب تشن عليها من قبل إسرائيل وأمريكا .
ولن أنسى زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل سنوات لمسقط، كي يُظهر نية المملكة في عقد إتفاق الأنبوب النفطي معها بدل اليمن، ويستأثرها بأحقيتها بهذه الصفقة التي تُعتبر من الصفقات الجبارة والتي تبحث عنها كل الدول ولكنها رفضت .

ولما لا يكون ما تقوم به السعودية من رفضها التمويهي لتواجد قوات الانتقالي وبالذات في المهرة ليس لاجل عيون الشرعية، بل لقتل المخاوف العمانية من هذه الأحداث الأخيرة، حيث أظهر هذا الرفض التمويهي بُعد السعودية عنها وهو ما هدأ روع عمان .