آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 01:04 ص

كتابات واقلام


الراتب الذي صار وصوله حدثا تاريخيا

السبت - 03 ديسمبر 2016 - الساعة 11:52 م

د. عيدروس نصر ناصر
بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب


مازلت أتذكر حينما كان الزميل الأستاذ التربوي عمر ناجي سعيد أطال الله بعمره يكتب على السبورة تاريخ اليوم الذي يتأخر فيه الراتب (32، ثم 33، 34) لكنه لم يصل إلى 45 قط لأن أكثر شهر تأخر فيه الراتب لم يزد عن عشر أيام من الشهر التالي وكان أمر كهذا إن حصل يتحول إلى مصدر غضب كل موظفي الدولة، رغم وجود أسباب موضوعية تتعلق مثلا بحصول فيضانات وتعطل الطرقات، وعملية مصاعب التنقل من عاصمة المحافظة إلى الأرياف وغيرها من الأسباب. كان الأمر محرجا لنا نحن العاملين في الإدارة التربوية لأننا لا نستطيع الدفاع عن سوء تصرف الحكومة مع موظفي الدولة في حقوقهم في حين نطلب منهم الانضباط وحسن الأداء وتحسين مستوى مخرجات العملية التعليمية. تذكرت ذلك وأنا أقرأ الأخبار التي مضى على تسريبها أكثر من ثلاثة أسابيع ولتي تقول أن لجانا تم تكليفها برئاسة وزراء سيتولون توزيع راتب شهر أغسطس وربما يونيو ويوليو لموظفي الدولة في مختلف المحافظات، وتحول الخبر وحده إلى سبب من أسباب الاحتفاء والتباهي رغم مضي ثلاثة وأربعة وفي محافظات أخرى خمسة أشهر على بعض الموظفين الحكوميين بلا راتب، ولو كان الأستاذ عمر ناجي ما يزال يعمل في حقل التربية لكتب التاريخ 180/ يونيو 2016م وربما يصل إلى 200، و205 أو أكثر، ومع ذلك لا يلوح في الأفق أن الموظفين الحكوميين سيستلمون مستحقاتهم القانونية إلا بعد دهر من الإذلال والإهانة والتجويع المتعمد. حقوق الناس لا يفترض أن تتحول إلى خبر مفرح أو مبهج أو محزن، حقوق الناس بديهية قانونية وحتمية ضرورية كضرورة الماء والهواء وإيقافها أو تحويلها إلى مصدر للابتزاز والمزايدة هو نوع من التعدي الذي يجب أن يتوقف مهما كانت الأسباب، وإذا كان المنقلبون في صنعاء متهمون بأنهم استولوا على حقوق الناس تحت مختلف الحجج الواهية والمزيفة، فإن الحكومة الشرعية يجب أن تتميز عن هؤلاء وأن تمنح الناس حقوقهم وفوقها رسالة اعتذار لكل موظف أمضى أربعة أو خمسة أو ستة أشهر أو حتى شهرين بدون راتب، وبمعنى آخر بدون غذا ولا دواء ولا مصدر للعيش. فهل ستفعلها حكومة الدكتور بن دغر؟ أم أنها ستحاكي حكومة الدكتور حبتور وستظل تتحجج بمصاعب يمكن أن يحلها خمسة من الموظفين المهرة والمخلصين وليس أكثر من ثلاثين وزير يتسابق معظمهم على القنوات الفضائية وينسون أنهم مكلفون بإدارة شؤون الناس وتوفير متطلباتهم الحيوية الواقعة في صلب التزامات الحكومة؟ __________________ * من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك.