آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 02:50 ص

كتابات واقلام


المفاوضات تحت تهديد الضربات الصاروخية الى اين ؟

الأحد - 10 سبتمبر 2023 - الساعة 11:37 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


لم يحصل في اي عصر من العصور وحتى في اي حرب من الحروب ان تتم المفاوضات مع جماعه انقلابية تعتقد نفسها بانها تستطيع ان تفرض شروطها عبر التهديد بالضربات الصاروخية والطائرات المسيرة هذه اول بادرة في التاريخ ولم تكن مسبوقه من قبل ولم تكن تحصل لو لم تحصل على تشجيع من طرف ما من اللاعبين ….. وفي العادة تجري المفاوضات بعد ان يصل المتحاربون الى طريق مسدود وبعد ان سدت كل طرق الحلول العسكرية واصبح التفاوض للوصول الى حلول ترضي كافة الاطراف مسألة مقبوله ولهذا فالحرب منذ بدايتها كانت لغز وانتهت لتصبح اكثر تعقيد بل لغز الالغاز وما يجري من تفاوض الان حسب التسريبات يشير الى تجاهل اسباب الحرب الحقيقية والازمة اليمنية واي قفز عليهما لا يقود الى اي سلام عادل في اليمن لا شمالا ولا جنوبا كما ان الاعتراف بامر واقع في الشمال وتجاهل ذلك في الجنوب عمل غير منصف من شأنه ان يزيد من الاحتقان والحروب في المرحلة القادمة .

فالبدايات الخاطئة في انحراف المفاوض عن جوهر القضية الاساسية وينتقل مباشره الى الجزئيات الصغيره ويعتقد انه بمنح الحوثي ‎80 % من ثروات الجنوب (التي هي اصلا لا زالت بيد متنفذي الشمال السابقين يعتبرها الجنوبيون عملية نقل اوتماتيكي للثروة من فريق شمالي الى فريق شمالي اخر ) سيجره الى السلام لكنه سوى كان يدري او لا يدري ذلك المفاوض بانه سيفتح شهية الحوثي ليضع شروط اكثر تعجيزا حتى اصبح اليوم يهدد دول التحالف بالضربات الصاروخية والطائرات المسيرة كما يهدد ضرب الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب وكما اوقف بتهديداته تصدير التفط من الموانىء الجنوبية …. من يستطيع توقيفه عند حده الان بعد ان شعر بان العالم ياتي اليه يِطلب رضاه بالموافقه على استمرار الهدنة والدخول في ماراثون السلام دون اية شروط .

يا ساده لا نفط الجنوب ولا نفط الجزيرة العربية كلها يمكن يطيب خاطر الحوثي الحاكم المتوج في صنعاء ليقبل بالشروع بالسلام ولكنه سيذهب الى ابعد من ذلك فلا يجب النسيان بانه ذراع ايران في جنوب الجزيرة العربية ولن تتخلى عنه ايران لاي سبب كان بل هذه العروض تقوي سلطة الحوثي وسيذهب هذا الدعم المالي المجاني كالعادة في دهاليز الفساد المتأصل في المنظومة السياسية والقبلية والدينية التي تحكم صنعاء فالمشكلة اعمق واخطر مما يتصور المفاوض اليوم الذي يجب ان يضعوا ايدهم على لب الازمة المستعصية في اليمن وهي غياب الدولة وان كان هناك مساعدة فيجب ان تصب في اتجاه بناء الدولة اولاً وان يستفيد المفاوض الاقليمي من اخطاء الماضي خلال ستين عام كان يتم دعم مراكز القوى في اليمن التي كانت تتناحر فيما بينها وتركوا بناء دوله يمنية حديثه على الرف وكانت النتيجة ما توصلنا اليها اليوم من حروب ودمار اصبحت تهدد بشكل مباشر على امن واستقرار المنطقة برمتها وهذا هو التحدي الاكبر ان اردتم تسوية سياسية مستدامة ومضمونه.

السؤال بعد ان سقطت كل المشاريع السياسية السابقة واصبحت غير قابله للحياة ومنها الوحدة واصبح اليمن ميدان للحروب والاحتراب بسبب تلك المشاريع الفاشله هل فكر احد بالبدايل ؟ وهل يملك المتصارعون اليوم مشاريع سياسية جديدة ؟ وعلى سبيل المثال هل الحوثي لديه مشروع سياسي غير المشروع الديني السلالي الطايفي يستطيع ان يقنع فيه حتى منهم تحت سيطرته اليوم ؟ ونفس السوال يطرح على الشرعية الشمالية ما هو مشروعها السياسي الذي تخاطب فيها مناصريها في مناطق سيطرة الحوثي ؟ اما اصرارها على الوحدة فهذا المشروع قد فشل وغير قابل للحياة وبالنسبة للجنوب فلديه مشروعه السياسي لدوله اتحادية والذي اقره في مايو الماضي عبر اللقاء التشاوري الذي تم في عدن وحدد بشكل واضح اسس الدولة الاتحادية الجنوبية على حدود عام 90 م ومن هنا تبداء العملية السياسية وتكون لدى المفاوض الاقليمي والدولي خطط ترتكز على مساعدة كل من الشمال والجنوب على بناء دولهم الجامعه على اسس حديثه وعندها نقول اننا نسير نحو ارساء اسس الامن والاستقرار للمنطقة برمتها .

المشهد السياسي اليوم يؤشر الى ان مفاوضات اليوم تتجه نحو تثبيت نظام سياسي في صنعاء تابع لايران ويتم مراضاته بل وتقديم له كامل التسهيلات من فتح الموانىء والمطارات مقابل لا شيىء بينما ما يجري في الجنوب على العكس من ذلك حصار وتعطيل خدمات وعدم دفع مرتبات تمارسه الشرعية ونذكر هنا ما اعلنه احد قادتها اي الشرعية على الملاء من خلال مقابلة تلفزيونية بعدم تمكين الجنوبيين من اي دعم حتى لا يتم تقوية المشاعر الانفصالية لديهم وهذا هو لب الصراع القائم والمركب بين الجنوب والشمال وما يمارس اليوم ضد الجنوب هو استقواء الشرعية بالاقليم والعالم ضد الجنوب لان الوحدة ماتت وشبعت موت واحياءها اصبح من سابع المستحيلات على الاقل في هذه المرحلة.

الهدنة فشلت لان الحوثي لا زال يهدد بضرب المرافق الحيويه في دول التحالف ولا زال يهدد الملاحة البحرية في البحر الاحمر وباب المندب ولا زال يهدد ميناء عدن وموانىء تصدير النفط في الجنوب ولا زال يقوم بهجمات يوميه على الحدود الجنوبية ولكن هذه الهدنه نجحت في مناطق سيطرة الشرعية ولا توجد اي خروقات تذكر فالهدنة بين الشرعية والحوثي صامدة !! وهذا هو التفسير العملي لوحدة كل القوى اليمنية شرعية مع حوثي ومع احزاب يمنية وقوى قبلية ودينية اخرى عندما يتعلق الامر بالجنوب.

كيف نفسر تلك التهديدات ولا زال التفاوض. مع الحوثي مستمر كيف سيتعايش الاقليم والعالم مع تهديدات الحوثي للدول المجاوره وتعريض سلامة الملاحة البحرية الدولية للخطر وبالذات في البحر الاحمر وباب المندب وكيف يسمح الاقليم والعالم في تهديد موانيء الجنوب هل يملك الحوثي ضوء اخضر للقيام بتلك التصرفات والتهديدات لابتزاز. الجنوب لكي يرضخ للتسوية الجائرة ؟

الغريب في الامر ان الجنوب يتعرض للحصار والتضييق في عيش الناس من قبل الشرعية ولا زال حرب الارهاب مستمره في عدد من المحافظات الجنوبية وتواجه القوات الجنوبية منفردة عملية محاربة الارهاب وكذا صد الهجمات الحوثيه على جبهات الجنوب ولم يكتفي الامر عند ذلك ولكن هناك من يعمل على تفتيت الوحدة الوطنية الجنوبية من خلال انشاء مجالس تهدف الى شق الصف الجنوبي ووضعها في مواجهة الاكثرية المطلقه للجنوبيين المطالبه باستعادة دولتهم الجنوبية وهناك نشاطات تخريبية اخرى مثل نشر المخدرات بكل انواعها في مدن الجنوب
وفي المقابل لم نجد اي عمل سياسي يحرك الاوضاع في المناطق المسيطر عليها الحوثي لا من قبل الشرعية الشمالية ولا من قبل القوى السياسية اليمنية وكأن ما يجري هناك لا يعنيهم ولكنهم يركزون كل جهودهم على الجنوب في عرقلة مسيرة نموه واستقراره
لمصلحة من نشر الفوضى في المحافظات المحرره الجنوبية واغراقها بمئات الالاف من النازحين بينما الحرب انتهت ومناطقهم يسودها الهدوء والامان ولا يوجد اي مبرر. للحكومة تشجعهم على البقاء في الجنوب الذي يعاني من الحصار وتعطيل الخدمات وانعدام التنمية ولمصلحة من تشجيع مئات الالاف من اللاجئين القادمين من القرن الافريقي ورميهم في سواحل الجنوب ليشكلوا عبىء اضافي على الاوضاع الامنية والمعيشية المنهارة في الجنوب لماذا كل هدا الضغط على الجنوب ؟ ويخيل لنا بان الحرب اصلا موجهه نحو الجنوب وليس من اجل اعادة الشرعية الى صنعاء.
- [ ] لا يمكن ان تستقيم الامور الا بعودة الوضع الى ما قبل عام 90 ولكن بشروط جديده من خلال الاتفاق على مشاريع دوله حديثه لكل من الشمال والجنوب وقد بادر الجنوب باعلان مشروعه السياسي الاتحادي وعلى القوى الشمالية ان تعلن مشروعها ويكون هناك ناظم لتلك المشاريع من قبل مجلس التعاون الخليجي لدعمها ومساعدتها على النهوض وتثبيت الامن والاستقرار وقبل ذلك وضع مشروع مارشال تنموي ونهضوي لكل من الجنوب والشمال لاعادته الى وضعه الطبيعي ليكونا عنصران فاعلان في المنطقة وفي النهوض العربي القادم غير ذلك سيظل نعيش في اوهام وستطول الصراعات وستتمدد وستاكل الاخضر واليابس ليس في اليمن شماله وجنوبه ولكن في كل المنطقه فالفرصة سانحة امام العقلاء لكي يصوبوا البوصلة من اجل اختصار الوقت وتخفيف الثمن الذي ستدفعه المنطقة.

لا يوجد اي مبرر للحكومة تشجعهم على البقاء في الجنوب الذي يعاني من الحصار وتعطيل الخدمات وانعدام التنمية ولمصلحة من تشجيع مئات الالاف من اللاجئين القادمين من القرن الافريقي ورميهم في سواحل الجنوب ليشكلوا عبىء اضافي على الاوضاع الامنية والمعيشية المنهارة في الجنوب لماذا كل هدا الضغط على الجنوب ؟ ويخيل لنا بان الحرب اصلا موجهه نحو الجنوب وليس من اجل اعادة الشرعية الى صنعاء
- [ ] لا يمكن ان تستقيم الامور الا بعودة الوضع الى ما قبل عام 90 ولكن بشروط جديده من خلال الاتفاق على مشاريع دوله حديثه لكل من الشمال والجنوب وقد بادر الجنوب باعلان مشروعه السياسي الاتحادي وعلى القوى الشمالية ان تعلن مشروعها ويكون هناك ناظم لتلك المشاريع من قبل مجلس التعاون الخليجي لدعمها ومساعدتها على النهوض وتثبيت الامن والاستقرار وقبل ذلك وضع مشروع مارشال تنموي ونهضوي لكل من الجنوب والشمال لاعادته الى وضعه الطبيعي ليكونا عنصران فاعلان في المنطقة وفي النهوض العربي القادم غير ذلك سيظل نعيش في اوهام وستطول الصراعات وستتمدد وستاكل الاخضر واليابس ليس في اليمن شماله وجنوبه ولكن في كل المنطقه فالفرصة سانحة امام العقلاء لكي يصوبوا البوصلة من اجل اختصار الوقت وتخفيف الثمن الذي ستدفعه المنطقة.
قاسم عبدالرب العفيف
9/9/2023