آخر تحديث :الثلاثاء - 07 مايو 2024 - 01:31 ص

كتابات واقلام


الغزاويون ومسافة الصفر..

الأحد - 05 نوفمبر 2023 - الساعة 11:30 م

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


غزة هاشم وبعد مرور 30 يومًا من الحرب العدوانية الإسرائيلية، الذي سلطت ضد الأطفال والشيوخ والنساء، وبأشراف أممي وبدعم رسمي وعلني من (البيت الأسود) الأمريكي، ثلاثون يومًا كانت كفيلة بكشف مدعين حماية الأطفال ودعاة حل الدولتين، نعم لقد كشّفت عورات المعتدين حين قتلت الأطفال والنساء وتفضّحت سياستهم الإجرامية على مشهد من العالمين.

فقد أعلنوا حربهم قبل ثلاثين يوما.. وقد تجلت للجميع أهدافهم، فأين هي حربهم أذن ؟ هل هي في المشافي والكنائس والمدارس والأحياء والمباني المسكونة بالنازحين؟ لقد أثبت مقاومو غزة هاشم بسالتهم، فحين خرجوا رجالها الأشداء من تحت الأنقاض وتجلت المعجزات، يا ترى هل نحن في زمن الحجر الذي أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم? أم أنه أحد مؤشراتها. نعم الرجال أنتم يا أبناء غزة، لقد أبهرتم العالم بصمودكم الأسطوري، فحين تمر أخر الدبابات صناعة والأكثر تقنية ومزودة بكل أنواع الحماية والتغطية الجوية الحديثة يتجلى انبعاثكم من تحت الأرض إنبعاثا، وأنتم واقفون كالجبال مصوبين نيران أسلحكهم المتواضعة نحو دباباتهم المتطورة، فتحرقونها إحراقا, ولم تقفوا هنا، بل ترصدون وتوثقون ومن ثم تعودون بسلام، أي نوع من رجال أنتم، لقد تجاوزتم التاريخ والمعجزات، وأبهرتم الأعداء قبل الأصدقاء.

لقد ظنوا أن دبابات النمر والطائرات بمختلف أنواعها، والاساطيل البحرية الأمريكية والأوروبية التي حشدت حشدا ستحميهم من ضرباتكم التي تستمد قوتها من إيمانكم بقضيتكم، ووعد ربكم الذي لا يخلف وعده.

لقد أحرقوا الأرضَ إحراقًا، وقتّلوا الأطفالَ والنساءَ تقتيلًا، ودكت البنيان دكًا، لكي يرهبونكم، لكنكم كنتم أشدَّ الرجال صلابة وقوة وصبرًا، وصرتم أكثرَ عزيمةً وعزمًا، فحين تخرجون من بين الأنقاض وأنتم تكبرون (الله أكبر) ومرددين قول الله تعالى ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون). ترتعب جنودهم خوفا، وتصير رميتكم هدفا محققا. الرحمة للشهداء الشفاء للجرحى النصر رفيقكم.