آخر تحديث :الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - 11:20 م

كتابات واقلام


هل تفكر الأنظمة.. بحماية سيادتها ؟

الإثنين - 06 نوفمبر 2023 - الساعة 08:08 ص

منصور نور
بقلم: منصور نور - ارشيف الكاتب


▪ كتب أحد الأصدقاء ، معلقًا على مواقف الدول الغربية ومشاركاتها المباشرة وغير المعلنة في العدوان العنصري على غزة وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب العربي في قطاع غزة وكل فلسطين:

- "أعتقد أن أوروبا ستدفع ثمناً باهظاً جداً، بسبب النفاق المتمثل في التغني بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم".

دفعني هذا إلى الكتابة ولعلّي أبوح بما فيّ من ألم وقهر سببته الأنظمة العربية لكل مواطن/ة عربي/ة، وتخاذل الملوك والرؤساء العرب في مواقفهم السلبية المشينة أمام حرب الإبادة النازية الجديدة التي يتعرض لها الفلسطينيون المدنيون من أهالي غزة واستهداف تدمير البنية التحتية لخدمات المياه والآبار والكهرباء والمستشفيات والمدارس والمساجد والمخابز والأحياء السكنية، في مدن وقرى قطاع غزة، والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصه.ي.ونية الوحشية وإزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن..

الحرب لأجل تأمين السلام للمستوطنات الصه.ي.ونية، بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس، ما هي إلّا ذريعة إحتلال عنصري صلف، لإبادة وتهجير أهالي قطاع غزة بالكامل، لتنفيذ مشروع قناة بن جوريون الاستراتيجي.


والمشكل في الاعتقاد، ربط الأمل بأوروبا وكأنها هي صاحبة الحق في تنفيذ اتفاقية حقوق الانسان الدولية، ولا أظن أنّ️ أوروبا ستدفع اليوم او غدًا ثمنًا باهضًا أو زهيدًا، لأن الفرق بيننا وبين الدول الغربية الكبرى كأنظمة، لا تسلك سلوكًا عاطفيًا لحماية الطفولة وحقوق الإنسان، ولا تفكر إلا بمصالحها الإستراتيجية في المنطقة العربية، ولهذا بعض أنظمة الدول الأوروبية والكبرى تتحالف مع نظام قوى الشرّ في العالم لحماية وجودها ومصالحها، وتعمل على الكيل بمكيالين، فتعطي قتلة الأنبياء والأطفال أفتك أنواع الأسلحة من الصواريخ والطائرات والقنابل الفسفورية المحرمة، لقتل الشعب العربي الفلسطيني، وبالمقابل تعطي العرب البسكويت والقمح والدقيق وأكياس الموتى (الأكفان) عبرها مباشرة او عبر وكلائها في الشرق الأوسط، بمعنى تقتل بيد وباليد الأخرى تقدم المساعدات الاغاثية، التي تتسابق المؤسسات والجمعيات في العالم العربي لتوزيعها على الأسر المستضعفة الناجية من حرب الإبادة، مع حضور اعلامي وكاميرات تصور القتلة وأنهم محسنين ورؤوفين.. في الوقت الذي بمقدورهم، كأنظمة دول كبرى ومنظمات دولية فرض قرار وقف الحرب وقتل المدنيين في غزة، وكل البلاد العربية بإستخدام كل النفوذ المتاح لها.

وأوروبا كأنظمة سياسية لن تدفع الثمن، إلّا في حال فكّرَت أو حاولت الأنظمة العربية كقوة في الشرق الأوسط، أن تسترد حريتها، وأن تعيد السيادة لها والكرامة لشعوبها.
وفرضت الحرب الاقتصادية ضد أعداء الأمة بتوظيف ثرواتها الطبيعية (النفط - ألغاز - الممرات المائية)، وهي مرتكزات اقتصادية مهمة والقرار بيد العرب. لا بيد الشركات العالمية التي تسيطر على سياسات الدول الكبرى في العالم، و لو بأسلوب (تلويح الهراوة الغليضة) ، و وقف المصالح الغربية في المنطقة العربية، و سحب كل الاستثمارات العربية في الدول الغربية وما هو تحت مظلة منظمة التجارة العالمية (الجات) ، كل هذا ستأتي نتائجه في أقل من 24 ساعة، بألحاق الخسائر الكبيرة بالدول الغربية والشركات العالمية الكبرى، وتوقف مصانعها وخطوط جيرانها وأنهيار العملة الدولية.. كما فعل العرب في حربهم مع إسر.ائ.يل في سنة 1973. وفعلته روسيا بوقف تصدير الغاز إلى أوروبا في بداية حربها مع أوكرانيا.

ونأتي إلى مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني واللا مدني في كل مناطق العالم العربي، للتخلص من مظاهر التبعية والتحرر من تدخلات برامج المنظمات الدولية الغربية الحليفة لدولة الاحتلال من القردة الخاسئين، والتي تشطرت أغلبها في التعامل معها بإتباع أساليب خلق الاتكال وانتزاع كرامة الإنسان العربي بحجة حماية حقوقه الدولية، وتلك المنظمات الدولية هي الأخرى تكيل بمكيالين لتنفيذ سياستها بجعل العالم العربي يقف على أبوابها صاغرًا دليلًا ينتظر الهبات لإقامة دورة في الإسعافات الأولية أو توزيع القمح والمساعدات النقدية مقابل الغذاء لزيادة حجم النازحين من مناطق الحروب والنزاعات المسلحة والمهجرين قسرًا كما يباركون ذلك لأهالي قطاع غزة.

▪ فهل ينهض العقل العربي وتفيق الأنظمة العربية الحاكمة لإسترداد حريتها وسيادتها، وإستعادت كرامة الشعب العربي، ونبذ الخلافات المذهبية والطائفية التي زرعتها الدول الغربية في العالم العربي، لأجل إذلاله وإضعافه ونهب ثرواته والتحكم في مستقبل الشعب العربي ؟