آخر تحديث :الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 11:01 ص

كتابات واقلام


عدن تحتج من أجل الحياة

الأحد - 18 مايو 2025 - الساعة 05:01 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


ما يجري اليوم في عدن من حراك شعبي سلمي، هو تعبير صادق عن حجم الألم والمعاناة التي راكمتها سنوات من الإهمال والتعطيل والتجاهل، حتى أصبح المواطن يواجه أعباء الحياة وحده، دون حلول تُذكر، ولا إصلاحات تُلمس على الأرض.

والملاحظ أن انطلاق شرارة هذه التظاهرات من الشارع النسوي منحها بُعدًا خاصًا ومؤثرًا، يعكس عمق المعاناة وشمولها لكل بيت، وكل فرد. ومع التحاق الرجال لاحقًا وتزايد الزخم الشعبي من مختلف الفئات، اكتسب الحراك قوة إضافية، وأعاد التأكيد على أن الصوت الجماهيري بدأ يستعيد حضوره بثقة وإصرار.

*وعندما تكون هذه المطالب محصورة في الحقوق الأساسية كالكهرباء والمياه والرواتب والخدمات، فإن فرص نجاح هذا الحراك تصبح أكبر، خاصة إذا حافظ على سلميته واتسعت رقعته.*

نحن نؤيد هذا الحراك بوضوح، لأنه لا يعبّر فقط عن الألم، بل يجسّد الأمل في أن تستعيد عدن كرامتها، وتُحمّل الجهات المعنية مسؤولياتها دون استثناء. كما أنه يوجه رسائل واضحة للمجتمع الدولي، بأن هناك شعباً حيّاً يُطالب بحقوقه المشروعة، ولن يتنازل عنها.

هذه التظاهرات، بما تحمله من صدق وألم وإصرار، ليست مجرد حالة غضب، بل هي في جوهرها صرخة ضد الإهمال، ودعوة إلى التغيير، وخطوة سلمية نحو واقع أفضل. ولن يُكتب لها الفشل، ما دامت الجموع تؤمن بعدالتها، وتتمسك بسلميتها، وتعرف ماذا تريد