آخر تحديث :الجمعة - 11 يوليو 2025 - 06:26 م

كتابات واقلام


رسالة إلى رئيس الوزراء بشأن كهرباء عدن

الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 03:38 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


اطلعنا اليوم على تصريح صادر عن أحد المسؤولين في مؤسسة كهرباء عدن، يشير إلى أن محطات الكهرباء مهددة بالخروج عن الخدمة بسبب عدم توفر المشتقات النفطية اللازمة لتشغيلها.
والأمر المؤسف أن محطة الحسوة قد خرجت عن الخدمة منذ فترة، نتيجة انعدام مادة المازوت، فيما تعاني محطة الرئيس من صعوبة في الحصول على الوقود اللازم لتشغيلها بشكل مستمر وكافٍ.
من هذا المنطلق، تناشد الجهة المشغلة للكهرباء في عدن الجهات العليا في الدولة التدخل السريع لإنقاذ الموقف، وقد أعلنت أن انقطاع الكهرباء ابتداءً من يوم الأربعاء سيكون لمدة سبع ساعات ونصف يوميًا، ما يعني أن المواطن دخل فعليًا في دائرة المعاناة، خصوصًا مع اشتداد موجات الحر والرطوبة يوماً بعد آخر.
هنا نتساءل: أين دولة رئيس الوزراء من هذا الوضع الخطير؟ خاصة وأنه قد مضى أكثر من شهر على توليه رئاسة الحكومة، ولم نلمس حتى الآن أي تحرك جاد في ملف الكهرباء، رغم أنه من أهم الملفات الخدمية التي تمس حياة المواطنين مباشرة.
أهالي عدن يعانون، بل يموتون تحت وطأة الحر الشديد الذي لا يرحم، وقد وصل الحال إلى درجة لا تطاق. إننا في حيرة من أمرنا أمام صمت رئيس الوزراء وعدم تفاعله بالشكل المطلوب مع هذه المأساة الإنسانية. هل يدرك فعلاً حجم الكارثة التي تعيشها عدن؟ وهل يشعر بالمعاناة الحقيقية التي يعيشها المواطن العدني في هذه الأيام الصعبة؟.
يا دولة رئيس الوزراء، هناك من يموت فعليًا بسبب عدم قدرة أجسادهم على تحمل شدة الحرارة والرطوبة القاسية. عدن المنكوبة تعاني على كافة الأصعدة: اجتماعيًا، اقتصاديًا، خدميًا، وتعليميًا. فهل كُتب علينا أن نعيش في هذه القسوة، رغماً عنّا؟ إذن ما فائدة وجود حكومة ومسؤولين إن لم يشعروا بشعبهم أو يتحركوا لإنقاذه؟.
نناشد العالم وكل أصحاب الضمائر الحيّة أن يلتفتوا إلى هذا الشعب المنهك، الذي لم يجد حتى اليوم من يمد له يد العون والرحمة للخروج من أزمة الكهرباء القاتلة.
نتمنى منك يا دولة رئيس الوزراء أن تتحرك — ولو بخطوة — لإنقاذ عدن، فإننا نموت فعلاً آلاف المرات يوميًا بسبب عذاب الكهرباء.
الحر يزداد يومًا بعد آخر، والموت ينتشر في أوساط المواطنين بصمت موجع.
يا دولة رئيس الوزراء، من غير المعقول أن تمر كل هذه الأيام دون أن تُبادر إلى إيجاد حلول، حتى لو إسعافية، لتخفيف معاناة أبناء عدن. إن ما نمر به لا يتحمله بشر، ولا حتى الحجر أو الحيوان.
نأمل منك الخير، وأن تكون عند حسن ظن أبناء عدن بك، وأن تساهم في إخراجهم من هذه الورطة القاتلة.
ولكم منا خالص الاحترام والتقدير.