آخر تحديث :الخميس - 10 يوليو 2025 - 11:41 م

كتابات واقلام


لا إيران ولا إسرائيل: كلاكما أعداء

الأربعاء - 18 يونيو 2025 - الساعة 06:02 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


((اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.))

منذ الساعات الأولى للاشتباك بين إيران وإسرائيل كثر الكلام واشتدّ الجدل وارتفعت الأصوات وتوزّع الناس بين مؤيدٍ ومعارض:
من على حق؟ إيران أم إسرائيل؟ من نستحق أن نصفق له ونتمنى له النصر؟ إيران أم الصهاينة؟

لكن الحقيقة واضحة ولا تحتاج إلى كثير جدال:
فإيران عدو وإسرائيل عدو وكلاهما يعمل ضد العرب وضد النهج السني منذ عقود طويلة.
وكما يقول المثل الشعبي عندنا قديما: *((جد الكلاب واحد))*

لكل طرفٍ منهما مشروعه:
فإيران تملك مشروعًا طائفيًا تسعى إلى نشره عبر ميليشياتها المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان
بينما تسعى إسرائيل لتوسيع احتلالها بالقوة والبطش.
وكلا المشروعين وُلِد وترعرع بدعم من القوى الكبرى وفي ظل غياب موقف عربي موحّد.

والثمن؟
يدفعه أهلنا في العراق، وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين.
إيران لم تأتِ بالورد إلى بغداد ولا بالحرير إلى صنعاء ولا بالبخور إلى دمشق أو بيروت.
جاءت بالفتنة والدمار وتدخلت في شؤون الدول العربية تحت شعارات كاذبة لتُخفي وجهها الحقيقي.

أما إسرائيل فجرائمها لا تخفى على أحد، واحتلالها معروف منذ النكبة حتى يومنا هذا.

واليوم نراهما على حافة مواجهة مباشرة:
إيران تتحدث عن إمبراطوريتها القديمة وتتفاخر بوجودها في العواصم العربية
وإسرائيل ترفع خريطة إسرائيل الكبرى ((من النيل إلى الفرات)).

فكلاهما استخدم الآخر واليوم خرج الخلاف بينهما إلى العلن.

﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
وهذا ما نشهده الآن.

*وأنا شخصيًا أتمنى أن تطول الحرب بينهما وأن يتعرض الطرفان لأكبر ضرر ممكن.*
*فلا نريد انتصارًا لأيٍّ منهما، فكلاهما سمٌّ في جسد الأمة العربية.*

السؤال الأهم:
أين العرب من هذا الصراع؟
إلى متى نظل متفرجين؟
إلى متى نبقى غارقين في الانقسام والتشظي؟
أمعقول أن نصفق لطرفٍ يذبحنا ثم يزعم أنه يدافع عنا؟

بعض الأنظمة العربية للأسف تدافع عن إيران أو تقلل من خطر إسرائيل.
ونسينا أن كليهما عدو وكلاهما لا يريد لنا الخير ولا الاستقرار.

نحن اليوم بحاجة إلى مشروع عربي شامل
يرمّم شتاتنا ويوحّد صفوفنا.
نحتاج إلى وعي سياسي وإرادة مستقلة وموقف موحد.
لقد حان الوقت لمشروع عربي حقيقي يعيد اللحمة ويجمع الكلمة.

فالصراع القائم اليوم ليس من أجل القدس ولا من أجل الأمة،
بل هو صراع نفوذ بين عدوّين ونحن الضحية.

وفي الختام:

دعوهما يتقاتلان فلا خير لنا في انتصار أيٍّ منهما.
ولنلتفت إلى أنفسنا.
نستفيق، ونُعيد بناء ما تهدّم ونستعيد مكانتنا، ونرفع رايتنا من جديد.
فهذه مسؤوليتنا وحدنا ولا أحد سيتحرك نيابةً عنّا.

فلنبدأ بأنفسنا ولنصنع مستقبلنا بأيدينا.

ونسأل الله أن يحفظ الأمة العربية من كل شر، ويوحّد صفوفها ويجمع كلمتها.

محمد عبدالله المارم القميشي

2025/6/18