آخر تحديث :الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 01:20 م

كتابات واقلام


نوفمبر… العِبرة والانتصار

الجمعة - 28 نوفمبر 2025 - الساعة 07:36 م

احمد يسلم صالح
بقلم: احمد يسلم صالح - ارشيف الكاتب


لا شكّ أن الثلاثين من نوفمبر يمثّل المنجز الأعظم في التاريخ الحديث للجنوب، واللحظة المفصلية التي وحّدت الأرض والإنسان والهوية في إطار دولة واضحة المعالم، على جغرافيا تُعد من أهم البقاع الجيوسياسية تأثيرًا في المنطقة والعالم.

لقد كانت تجربة الدولة الجنوبية – بتاريخها وهويتها الوطنية – مفخرة لكل عربي، وجزءًا أصيلًا من النسيج العربي والقومي والإسلامي والدولي. وعلى الرغم مما واجهته من صعوبات هائلة في سنوات التأسيس الأولى، وما أحاط بها من مؤامرات وضغوط، وانتكاسات ومنعطفات خطرة إلا أن الدولة وشعبها لم يحد عن ثوابت الأمة والقوانين الدولية وأثبتت قدرتها على البقاء والنجاح. إلى يوم دخول الوحدة بين الدولتين

اليوم، وفي ظل معطيات متشابكة قادت إلى مشروع وحدة سلمية بين دولتين جارتين، يبقى الحكم النهائي رهنًا بنتائج التجربة.وتقييمها فهل نجحت، فذلك خير وبركة. أما وقد فشلت – كما تشير المعطيات الماثلة – فلا بد من قراءة هذا الفشل بوعي ومسؤولية، بعيدًا عن العواطف، وبروحٍ تتفهم طبيعة الواقع وتعقيداته ومتغيراته

إن الضرورة تفرض اليوم على المجتمع الدولي، وقبله المجتمع الشمالي والإقليمي، إدراك أن العودة إلى جادّة الصواب تبدأ بالاعتراف بالحقيقة كما هي، لا كما يُراد لها أن تكون… وكلٌّ واحد يصلح «بابوره»، كما يقول المثل الشعبي. وبدون هذا وفي ظل الإصرار على الحلول الترقيعية ستبقى البلاد بؤرة توتر أن تهدأ ومجلبة لتوظيف الإرهاب ومدعاة للمشاريع السلالية والمذهبية والفتن القبلية والسياسية التي شهدناها طوال 35 عاما من عمر المشروع السياسي الفاشل وحدة 90م