آخر تحديث :الأربعاء - 04 أكتوبر 2023 - 05:33 م

اخبار وتقارير

مركز مسارات للاسترتيجيا والاعلام :
التوافقات السياسية تعيش مازق حقيقي ونذر بإنفراطها

الخميس - 24 نوفمبر 2022 - 11:54 م بتوقيت عدن

التوافقات السياسية تعيش مازق حقيقي ونذر بإنفراطها

في تعليق عن الوضع السياسي في الجنوب وصف مركز مسارات للاسترتيجيا والاعلام بأنه" اكثر احتقانا من ذي قبل، واي متابع للاوضاع والتحركات، سوف يدرك ان هناك صراعا يغلي بين اطراف عدة".

وجاء في تعليق المركز ان "التوافقات السياسية تعيش مازق حقيقي، ويمكن ان تنفرط في اية لحظة، وعلينا النظر للحال الذي وصل اليه المجلس الرئاسي بعد سبعة اشهر من اعلان تأسيسه، لنكتشف بان هناك ازمة عميقة على مستويات مختلفة".

وتابع مركز تعليقه "كان يفترض ان تكون العاصمة عدن في وضع افضل اقتصاديا وخدميا، لكن كما يبدو ان الحسابات السياسية لقوى داخلية وخارجية، حرمت عدن من هذه الميزة، فيما يمكن ان ياتي ذلك في سياق معاقبة الشعب في الجنوب، الذي يرفض التنازل عن اهدافه السياسية، لصالح مشاريع عدائية تلتف على تضحياته وتنتقص منها.

الجنوب هو الهدف الكبير من هذا الصراع الذي تتداخل فيه عوامل كثيرة، اذ يجد المجلس الانتقالي الطرف السياسي والعسكري الاقوى في الجنوب نفسه محاصرا باجندة مختلفة يمنية واقليمية، بينما هو يريد ان يمضي قدما في تحقيق اهدافه، لا سيما في عدن وحضرموت والمهرة، لتكتمل سيطرته على الجنوب.

هناك تقاطع اجندة ايضا بين طرفي التحالف في الجنوب، وهذا ما ظهر مؤخرا في حضرموت، لاسيما في الوادي، وما يمكن فهمه ايضا من خلال الخلافات العميقة داخل المجلس الرئاسي والحكومة، والتي يمكن ان تؤدي الى فض الشراكة بين الجنوب والاطراف اليمنية السياسية الأخرى، والعودة مرة اخرى للمربع الأول.

تبدو المملكة العربية السعودية غير مدركة للتحولات التي حدثت وتحدث في الجنوب، وهو الأمر الذي يجعلها في تصادم مستمر مع تطلعات الجنوبيين، لقد كان الأمر سرا فيما مضى، لكنه بدا يظهر للعلن مؤخرا، وهو الأمر الذي قد يجعل الجنوبيين يخرجون ليعبروا عن سخطهم من هذا الموقف، كما حدث قبل يومين في التظاهرة امام مقر التحالف في البريقة، والتي رددت فيها هتافات وشعارات ساخطة ضد المملكة، ناهيك عن موقف المملكة المعارض من تحرير وادي حضرموت والمهرة، والتلويح ضمنيا بمعاقبة الانتقالي الذي يرفض هذه المواقف ويعارضها بصور مختلفة.

ماذا تريد المملكة من الجنوب ..هل تريد اعادته الي معادلة سياسية يمنية غير منطقية وغير واقعية وعادلة؟ هل تريد ان تجعل الجنوب الوطن البديل للهاربين من الشمال وتحتفظ لهم بقواتهم ونفوذهم فيه على حساب نضالات وتضحيات الجنوبيين؟ يبدو انها لا تدرك ما تفعل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمواجهة شعب قدم تضحيات كبيرة لاستعادة وطنه، وتحرير ما تبقى منه بكل الوسائل الممكنة، ولن يستطيع ان يقف امامه احد في تحقيق هذا الهدف النبيل والشريف.

على الجميع ان يدرك ان الجنوبين لن يفرطوا في الاستحقاقات والمكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت لهم، ولن يقبلوا ان تحل قوات درع الوطن او غيرها محل القوات الجنوبية في حفظ الأمن بعدن وباقي محافظات ومناطق الجنوب، قد يتفهم الجنوبين المصالح الاقليمية والخارجية، ولكنهم قطعا سيرفضونها حينما تتقاطع مع مصالحهم او تتجاوزها، لذا فعلى امريكا التي بدات تتحرك مؤخرا في الجنوب او المملكة او غيرهما الادراك ان السياسة المتوازنة والمنطقية والمعقولة التي لا تنتقص من مكاسب وتضحيات الجنوبين وتطلعاتهم ومصالحهم الوطنية، قد تكون مقبولة ومرحب بها، وربما تكون عامل حاسم في نزع التوتر الحاصل الآن، وتبديد الشكوك وحالة الغليان في الشارع، علاوة على كونها ستؤسس لحالة من الثقة مستقبلا، اما الاستكبار والتعالي، فانه لن يقود الا الى المزيد من التعقيد والتباعد، الذي ربما يتسبب في عودة التوتر والاضطراب مرة اخرى لهذه المنطقة المهمة من العالم، وهذا لن يخدم المصالح المشتركة بتاتا.

ومن هنا فانه على الجميع ان يفهم، ان الجنوب سيبقى صامدا امام كل التحديات والاطماع، ومدركا بشكل جيد للعبة السياسية بكافة ابعادها، ولن يسمح مطلقا في اختزاله مرة اخرى في علاقات او تسويات سياسية غير عادلة، مهما كانت الضغوطات، او اعاقة تطلعاته واهدافه المشروعة، التي ناضل من اجلها طويلا وما يزال".