آخر تحديث :السبت - 20 ديسمبر 2025 - 08:56 ص

منوعات


ماذا تعرف عن التوهجات الشمسية؟

الجمعة - 16 فبراير 2024 - 11:09 م بتوقيت عدن

ماذا تعرف عن التوهجات الشمسية؟

كتب / حسان المطري




التوهجات الشمسية هي انفجارات قوية للإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج في الغلاف الجوي للشمس ما تعادل انفجار ملايين القنابل النووية دفعة واحدة. وتعمل التوهجات الشمسية على تسخن المواد القريبة في الغلاف الجوي للشمس وتقذف كتلًا عملاقة من البلازما نحو الأرض وهي ظاهرة تُعرف باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي

يحجب الغلاف الجوي للأرض معظم هذه الأطوال الموجية ويتم ذلك عن طريق تشتيت الإشعاع الكوني ومنع معظمه من التأثير على سطح الكوكب لذا فإن الأقمار الصناعية والأدوات المتخصصة الموجودة على متن المركبات الفضائية هي الطرق الرئيسية التي يكتشف بها العلماء الإشعاع عالي الطاقة من التوهجات ومع ذلك يمكن رؤية مكون الضوء المرئي للتوهج من الأرض باستخدام التلسكوبات الشمسية الخاصة

تتشكل التوهجات في المناطق التي تمر فيها حلقات المجال المغناطيسي عبر الغلاف الجوي الشمسي. تتشكل هذه الحلقات نتيجة لتدفق البلازما (غاز ساخن مشحون كهربائيًا) داخل الشمس وتندفع للخارج عبر السطح تظهر المناطق الأكثر برودة حول نقاط الدخول والخروج على شكل بقع شمسية داكنة داخل الغاز الأكثر سخونة والأكثر سطوعًا، لكن الحلقة تحمل أيضًا غازًا باردًا نسبيًا على طولها مظللًا مقابل الغلاف الضوئي. عند وضعها تظهر على شكل خيوط داكنة تشبه نتوءات وردية على طول حافة الشمس أو عند أحد طرفيها أفضل رؤية خلال كسوف الشمس الكلي

تصنف التوهجات الشمسية إلى أربع فئات تتراوح بين توهجات شمسية من المستوى "أي" A تليها "بي" B و"سي" C و"اِم" M وصولاً إلى "اِكس" X التي تعتبر أضخمها وعلى غرار مقياس "ريكتر كل حرف (فئة) يفوق نظيره السابق بعشرة أضعاف ما يعني أن التوهج من الفئة "اِم" أكبر بعشر مرات من الفئة "سي

وللتوضيح اكثر يحدث هذا التوهج عندما تلتصق المناطق السفلية من الغلاف المغناطيسي ببعضها البعض في منطقة من الغلاف الجوي تسمى الإكليل السفلي. يؤدي هذا إلى إنشاء مجال مغناطيسي "ماس كهربائى". تحمل الحلقات المغناطيسية الموجودة أعلى السطح طاقة أكبر بكثير من تلك الموجودة بالأسفل لذا فإن إعادة تركيبها يمكن أن تطلق كميات هائلة من الطاقة الزائدة. يؤدي هذا إلى تسخين الغلاف الجوي الشمسي حول نقطة إعادة الاتصال بمقدار 50 مليون إلى 68 مليون درجة فهرنهايت 10 ملايين إلى 20 مليون درجة مئوية

تسبب التوهجات الأكثر كثافة أيضًا ظاهرة تسمى عاصفة البروتونات الشمسية. في هذه الظاهرة، يؤدي القذف الناتج عن الانبعاث الإكليلي المتوسع إلى تسريع البروتونات القريبة (الجسيمات المشحونة دون الذرية) مما يدفعها إلى الخارج بسرعة أعلى بكثير من الانبعاث الإكليلي نفسه

يمتص الغلاف الجوي العلوي للأرض الأشعة السينية عالية الطاقة والأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن التوهج كما يعمل المجال المغناطيسي للأرض على انحراف البروتونات الشمسية بشكل كبير مما يساعد على حماية الأرض من أخطر تأثيرات هذه الاحداث الشمسية
قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾
[ سورة الأنبياء: 32] الغلاف الجوي والغلاف المغناطيسي اللذين أحاط الله عز وجل بهما الأرض هما اللذان يقومان بحفظ الأرض من الأشعة والجسيمات القاتلة الصادرة عن الشمس وبقية نجوم الكون وكذلك من ملايين الكويكبات والمذنبات والنيازك التي تسبح في الفضاء