آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 05:15 م

كتابات


من عدن إلى حضرموت والمهرة: شعب الجنوب ينتصر لسيادته الوطنية

الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 04:59 م بتوقيت عدن

من عدن إلى حضرموت والمهرة: شعب الجنوب ينتصر لسيادته الوطنية

كتب / اللواء علي حسن زكي

إن العرض العسكري المهيب الذي شهدته ساحة العروض بخور مكسر بمناسبة أعياد الثورة والاستقلال والمائز فيه مشاركة المرأة، أن ذلك قد أظهر أن شعب الجنوب بحرائره وقوته بقيادة مجلسه الانتقالي ورئيسه/ القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمنية الجنوبية عيدروس قاسم الزبيدي لديه جيش وأمن تم إعداده وتأهيله وتدريبه وفي فترة قياسية رغم الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، وهو اليوم بكامل الجهوزية العسكرية القتالية والدفاعية، وأن الجيش والأمن الذي دمروه بحرب صيف عام ١٩٩٤ م قد تم استعادة بناءه بناءً وطنياً جنوبياً حديثاً يستجيب لمهام ومتطلبات واجبات الدفاع والأمن اليوم وغداً.

وبقدر ما أرسل العرض ومن مكان لا يخلو من رمزية، من ساحة العروض بخور مكسر التي كانت موئلاً لفعاليات قوي الحراك السلمي الجنوبي والتي عانت من رصاصات قوات احتلال قوى الشمال وقنابلها السامة المسيلة للدموع، بإعلانه ومن الساحة إياها عن استعادة جيش وأمن الجنوب، بقدر ما أرسل رسالة للداخل المحلي أن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس.

بقدر ما حمل العرض كذلك رسالة للخارج الإقليمي والدولي أن لدى شعب الجنوب جيشاً وأمناً ليس قادراً فقط على حماية سيادته وأمنه واستقراره على أهمية ذلك وحسب، ولكن في وضع المقدرة أيضاً أن يكون شريكاً فاعلاً وموثوقاً في حماية أمن واستقرار المنطقة وحماية الطرق المائية وممرات الملاحة التجارية الدولية ومكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية، وأن (دولة الجنوب قد باتت حقيقة واقعة موجودة على الأرض).

على أن ذلك لم يكن رسائل، ولكنه تجسّد في الواقع الملموس أيضاً في تحرير وتطهير وادي وهضبة حضرموت من قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ظلت رابضة فيه ثلاثون عاماً وفي انتهاك صارخ لسيادة حضرموت/ الجنوب الوطنية واستفزازاً لأبنائها والمساس بحقوقهم العامة وقمع فعالياتهم السلمية.

مسنودة تلك القوات بتوأمها ما أسموه بقوات حلف حضرموت ورئيسه بن حبريش، وكذلك برديفها تخادم قوى الإرهاب والظلام، هذه القوات التي ظلت حاضنة لخلايا الإرهاب وغطاء لتحركاتها وأنشطتها الإجرامية.

وبإرادة وعقيدة وطنية تم التحرير والتطهير خلال يوم واحد، كدلالة على صلابة وإيمان قوات النخبة الحضرمية ودعم القوات الجنوبية التي هبت لمساندتها وساهمت في مؤازرتها استجابة لنداء الانتماء للوطن والمصير الواحد، وبقوة الحق على الباطل تكلّل ذلك بالانتصار المبين.

إن خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى وقبل وبعد ما تناسل منها يأتي مسنوداً كذلك بشرعية ما ورد في أحد بنود اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي بتاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٩ م، وباعتباره طرفاً فيه، وبما يشمل عليه البند (خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وتسليم المهام الأمنية والعسكرية إلى قوات النخبة الحضرمية)، ومع ذلك وضداً عليه وبدلاً من تنفيذ الاتفاق والتوجه شمالاً لتحرير صنعاء، استمرت قوات المنطقة العسكرية جاثمة على وادي حضرموت لامتصاص/ حراسة مصالح قوى حرب ١٩٩٤ م في استمرار نهب ثروات وخيرات حضرموت الجنوب ومتحفزة للتوجه جنوباً.

تنفيذ ذلك تم من قبل قوات النخبة الحضرمية بعد صبر على العبث والنهب دام ما يقارب السبعة أعوام منذ نوفمبر ٢٠١٩ م. على أن مشروعية دعم قوات الانتقالي للنخبة، بالإضافة لما سلف، يأتي من كونه شريكاً فاعلاً في الرئاسي والحكومة وفي إطار شراكته الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب والتهريب كذلك.

وفي ذات السياق استعادة سيادة الجنوب الوطنية، انتشرت وحدات من القوات الجنوبية في الغيظة وفي كل مقارها ومرافقها ومينائها، وفي المدخل الحدودي مع سلطنة عمان، وارتفع علم الجنوب كرمز لاستقلاله وسيادته الوطنية وفي مسار استعادة دولته.