آخر تحديث :الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024 - 09:50 م

كتابات واقلام


تفاعل مشوّه !

السبت - 29 أكتوبر 2016 - الساعة 03:40 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


نتفق نحن عامة الشعب أن معظم المناطق المحررة وخاصة عدن تمر بأزمات خطيرة جداً وان المعالجات والحلول بطيئة ومتعثرة بشكل عام ، هذا الوضع الذي وصلنا إليه هو نتيجة للتعاطي الخاطئ لأجهزة السلطة مع الواقع المرير والمؤلم الذي يعيشه المواطن ، الذي لا يحتاج إلى تفسير او تبرير كما تفعل الحكومة والسلطة المحلية دو استحياء أو خجل بإقناع المواطن بان كل ما يجري هو طبيعي وتتم معالجته خطوة خطوة وفق خطة صحيحة ومدروسة ! الخطط المدروسة عادةً تكون دقيقة وواضحة الأهداف حتى يسهم في إنجاحها الجميع ، أما التخبط والعشوائية وعدم التعامل الواقعي مع المشاكل والأحداث هو الفشل بعينه الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمات وإرهاق المواطن وسحق كاهله . عندما ننظر إلى هذا الواقع المأزوم من زاوية التفاعل الشعبي نجد إن الكيانات المجتمعية التي تُعبر عن الأفكار والرؤى الصحيحة هي الأضعف ، والسبب ان الأجهزة الرسمية والأحزاب والشخصيات الاعتبارية ورجال الأعمال يقومون بدعم كيانات في إطار الولاءات والمصالح المتبادلة فقط ، وهذا يُعد تفاعلا مشوهاً يزيد الأزمات تفاقماً و حِدة . نفس التهميش وقعَ على الكوادر الكفوءة المجربة التي لا تجيد فن التزلف والتملق .. لأنه كلما أتيحت فرص للمشاركة في اتخاذ القرار لعدد اكبر منهم كلما كانت القرارات أكثر دقة وصواباً . نأتي إلى المُعطى الأهم في كل معادلات التفاعل الشعبي وهم : الشباب .. الآلاف منهم قضى نحبه في معارك تحرير مناطق الجنوب والمناطق الأخرى في سبيل ان ننعم نحن بالحياة في هذه الدنيا .. عاد الكثير ـ من شباب المقاومة المقاتل ـ إلى مدنهم وبيوتهم في ظل صمت الشرعية وغياب الدعم النفسي لإزالة صدمات الحرب وتأهيلهم للإسهام الايجابي في خدمة المجتمع .. معظم الشباب مظلومين .. باتوا تائهين داخل دوامة عدم الثقة بالواقع وانعدام الأمل بالمستقبل ، لهذا أصبح تفاعلهم مشوهاً لا يرتقي إلى مستوى الدور الذي من المفروض أن يلعبوه في هذه المرحلة المأزومة .. المفروض أن تقوم الحكومة والسلطات المحلية بتمهيد الطريق أمام الشباب ومد جسور إعادة الثقة إليهم حتى يتفاعلون بايجابية وحرية للمساهمة في عملية الخروج من الأزمات بعيداً عن المناطقية والمحاباة السياسية التي تستنزف المال العام والدعم المادي والعيني الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي مشكورة . إننا نعلق آمالاً كبيرة على الشباب للنهوض بمستوى هذا البلد وإيصاله إلى بر الأمان بأقل الخسائر.. نقول للحكومة والأحزاب والتكتلات السياسية المغيبة كونوا رعاة لا أوصياء على الشباب .