آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 10:28 ص

كتابات واقلام


من يأتي من صنعاء يكتشف مزايا عدن

الأربعاء - 19 أكتوبر 2022 - الساعة 04:46 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


بقصد أو بدون قصد ، يتحدث البعض بشكل يحاول أن يُظهر فيه عدن بوضع سيئ ، وهذا مبالغ فيه ومتناقض مع الواقع ويتماشى مع خدمة الحوثي الذي يتشدق أن العاصمة التي يسيطر عليها أفضل بكثير من العاصمة المؤقتة لخصومه ليستدل بذلك على أفضليته ونجاحه ، بينما الحقيقة لا يدركها إلا من زار أو رأى وضع صنعاء ثم انتقل إلى عدن.

أصبحت صنعاء مدينة أشباح ، يخيم عليها الرعب ويعشعش فيها الظلام ، الحركة ميتة والنشاط ضعيف والشوارع شبه خاوية ، يأتي الليل كمطبق شؤم وكآبة.

بينما تزور عدن وتشعر أنك في القاهرة مصر ، حركة قوية ، نشاط مستمر ، ازدحام في الشوارع ، يأتي الليل وتزداد الحركة أكثر في الشوارع وتجد الناس في الحدائق .
هناك وضع لا بأس فيه ومجتمع يعيش الحياة بالفعل.
في صنعاء تغيب مظاهر الدولة ، لا نظام ولا قانون ، العسكر في النقاط ميليشاوي يرتدي الزي المدني ، مظاهر تحمل السلاح منتشرة في كل مكان ، انفلات أمني ، جرائم اغتيالات مستمرة ، نهب سطو مواجهات .
وفي عدن تجد الحضور للدولة أو التعامل بعقليات دولة ، نظام وكل النقاط المنتشرة ترتدي الزي العسكري ، لا تواجد اطلاقاً لأي مظاهر مسلحة ، الأمن مستتب والوضع مستقر والمجتمع منظم.
في صنعاء يحل التخلف وتقليص الحريات ووأد كل مظاهر الثقافة والتحضر ، ويمارس العنف والتطرف والترهيب ، بما جعلها في وضع منعزل عن العالم ، وجعل مجتمعها في حال منغلق ، وبهذا أصبحت بيئة يقيم فيها الارهاب ويحتضنه ويصدره.
أما في عدن فالوضع مختلف تماماً ، يتواجد فيها الطابع الحضاري والمجتمع الثقافي والتعامل الواعي ، ويسود فيها التعايش والتعدد الفكري والحراك الإعلامي والتواجد المعرفي ، وظلت مدينة السلام رافضة لكل أصناف الارهاب وعصية أمامه وصدت كل خيوطه الذي حاول من خلالها مراراً أن يخترقها ويكدر صفوها ويعيث فيها.
وصل الحوثي صنعاء وفتحت أحضانها مرحبة ولا زالت إلى اليوم مذعنة.
ووصل الحوثي عدن وانتفضت عن بكرة أبيها لتصده وتواجهه وأعادته مهزوماً مدحوراً .
وهذا ما يمنح من فيها الأحترام من مكونات حتى ولو تختلف معهم.
فعدن أفضل نضالاً ويكفيها شرفاً أنها محررة ومن فيها حرروها.
لا تظلموا عدن ولا تحاولوا أن تظهروها بالمظهر السيئ ، ففيها مزايا لا تتوفر في غيرها ، والثغر الباسم لن يعتريه الكدر ، ولن تكون سيئة وليست في حال أسوأ ، هي في وضع لا بأس به ، وصحيح أن هناك تقصير وهذا ناجم عن آثار الحرب التي واجهتها ، وهناك معالجة ويجب أن تتم معالجة كل أوجه القصور ، فعدن المتقدمة ستتقدم بشكل أكبر ، وهي الأحسن وستتحسن أكثر.