آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 08:21 م

كتابات واقلام


الجنوبيون.. وإشكالية الهوية اليمنية.

الأربعاء - 21 ديسمبر 2022 - الساعة 12:45 ص

د.صبري عفيف العلوي
بقلم: د.صبري عفيف العلوي - ارشيف الكاتب


إشكالية الجنوبيين مع الهوية اليمنية ليست وليدة اللحظة، بل هي ممتدة إلى صراع قديم مبني على سياسة الضم والإلحاق وإعادة الفرع إلى الأصل وتلك هي العقلية السبئية المبنية على الاستحواذ إما بالسلم أو الحرب.

وما يتجلى في جنوبنا اليوم من توجه نحو بناء الدولة الجنوبية الحديثة، يتوجب من الجميع الالتفاف حول هذا الهوية الجامعة، ويدرك المعارضون من أبناء الجنوب أن مشروع وحدة عام 1990لم ينجح في إرساء أسس هوية وطنية يمنية جامعة تجمع مكونات الشعب المختلفة، بل أن الشعارات القومية والوحدوية التي رفعت في الوطن العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين فشلت جميعها، وتركت شعبنا يعاني مآسي تلك الشعارات حد اللحظة،
لقد كان التنوع الفكري والعقائدي والاجتماعي والثقافي معوقا، لتعزيز هذه الهوية وترسيخها، وإن محاولة فرض اليمننة على شعب الجنوب بالقوة العسكرية واعتماد نظام العصبية الطائفية، قد عقد الإشكالية، وعلى الجنوبيين اليوم سلطة ومجتمع قيادات وأحزاب ومكونات وشخصيات اجتماعية وأكاديمية ودينية الوصول إلى المشتركات التي تجمعهم وتميز بينهم وبين جوارهم اليمني والاتفاق على توصيف جامع للهوية الجنوبية، لعل هذا الاتفاق يكون مدخلا لحل الأزمات المختلفة التي عاشها الجنوب منذ عقود، ومواجهة تلك الدعوات التي يغذيها نظام صنعاء بغرض استهداف هوية الجنوب الجامعة، ليتسنى له السيطرة أكثر وتمزيق الجنوب ونهب ثروته فترة أطول.

19- ديسمبر- 2020م