آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 02:51 م

كتابات واقلام


الرئيس سالمين و هَيثمْ عَوَضْ

الثلاثاء - 03 يناير 2023 - الساعة 02:40 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


خلال احدى زيارات الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين) لجمهورية مصر العربية أيام الرئيس السادات في سبعينيات القرن الماضي ، اجرى التلفزيون المصري لقاءاً خاصاً معه ــ تابعناه عندما اعاد بثه تلفزيون عدن ــ تحدث فيه دون تكلف عن ثورة 14 أكتوبر والانتصارات التي تحققت في الجنوب بعد الاستقلال وعن العلاقات المشتركة مع مصر ، كما تحدث عن الفن والثقافة الجديدة المطلوبة التي يجب أن تسود خلال مرحلة بناء الدولة والتي تحفز المواطن للعب دور حيوي ومسؤول في مرحلة البناء الصعبة ، والابتعاد عن الاغاني التي تمجد روح الانانية والمصلحة الشخصية وتنشد ملذات الحياة فقط ، المذيعة المصرية قالت له: ممكن سيادتك تعطينا مثال من تلك الاغاني ! رد عليها الرئيس سالمين بشكل عفوي وسريع : اغنية ( هيثم عوض قال ليت الأرض في وَدْرَه  ... باســـلّي القلب ما بابات شي مغبـــونْ ) . واضاف : يعني هو يريد أن يسلي على نفسه اما الارض خليها تروح في ستين داهية . الرئيس سالمين بتأكيد كان يعرف هذه الاغنية من قبل ويعرف ان مؤلف مطلعها هو شاعر قديم اسمه (هيثم عوض) من دثينة محافظة ابين ، ان الامير احمد فضل العبدلي (القمندان) بنى على ذلك البيت قصيدة جميلة ولحنها لتصبح اغنية عاطفية جميلة ذاع صيتها في ارجاء الوطن.

لا اخفيكم انني سألت عمنا جوجل للتأكد من معنى كلمة الوَدْرَ ، فوجدتُ انها تعني المهلكة (وَدَّرَهُ : أَوْقَعَه فيمَهْلَكَة ) .  رحم الله الرئيس سالمين لو عاش الى يومنا هذا ماذا سيقول عندما يرى حال من وَدَّرَهُم القات وجعلهم مدمنين لا يهتمون إلا بالسلا والسهر والاحلام ، اما الصباح وكما قال القمندان في نفس القصيدة : (ذيصَبَحْ جسمه الضاني كما العرجون ) يعني شخص موجود جسداً فقط . في مرحلة البناء خاصة إعادة بناء الدولة يتطلب من كل الأفراد والتجمعات تحمّل المسؤولية الايجابية تجاه مصلحة الوطن والمجتمع والحرص على التصرف الاخلاقي الجيد والتكاتف لتنفيذ المساهمات المجتمعية المختلفة . رفاهية الفرد الشخصية مسألة مطلوبة وضرورية لاستمرار للحياة ، لكن بحدود وضوابط ، بحيث لا تجعلها تغريك و تسقطك الى الحَضيِض، عندها ستصبح شخص سلبي يعيش عالةً على المجتمع .