آخر تحديث :الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - 10:45 ص

كتابات واقلام


أرواح تتمزق وقلوبا تحترق

الخميس - 03 يوليو 2025 - الساعة 04:32 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


مواطن يحترق ومطافئنا بلا ماء.. تساقط منك اللحم والعظم، فمن ينقذك من لهيبها؟ هل دفنت الإنسانية أم ماتت كرامة الانسان في هذا الوطن؟ جشع من شدة النهش في لحوم البشر.. ووقود احرقت الذات البشرية فلم تبقى منها شئ، قل الحياء من الطغاة وياليته انتحر، بعدما نزعت الرحمة نزعا فلا همه من يموت ولا همه من يجوع ومن يقهر؛ تسيد الفقر فينا وأستأصل، كل شئ في الوطن غير مستقر، أهو من جزع أم من ذاك اللهيب في صعوده مستمر ؟ فمن يوقفه؟ عجز اللسان في وصفه فيما يرى ويشهد .. فكل زيادة في الوقود تزيد من الاحتراق للمواطن وحده يحرق؛ لكنها بالنقابة تفرح ولها تهلل، وتستبشر وجوه اصحاب الاجرة ولها تصفق وتطبل؛ لان الزيادة بالنسبة لهم صفقة؛فتحت لهم باب العطاء اكثر، ومنحت لهم فرصة ارتفاع الاجرة بمنحة وتسوية أكبر ..في حين تقام الولائم بين اصحاب سيارات الاجرة غاز بالزغاريد تستقبل.. فرحة وصفقة للنقابة ولسيارات الاجرة معا.. ونكبة وخنقة للمواطن الذي لم يجد من يحميه من بطش الارتفاعات والزيادة.. كل زيادة في الوقود نقمة على المواطن، وحرق لقوته وشلل لحركته وحرمان لاسرته وقطع لاستمرار الدراسة لأبنائه.. كل زيادة في اجرة النقل يتحملها المواطن المنهك في سبل معيشته لتدميره وتجويعه واذلاله.. قهر وموت بطئ للشعب لن تجده في ابشع سجون العالم ظلما.. أرواح تتمزق وقلوب تحترق في كل سوق ومستشفى، ومدرسة وجامعة ومعهد، وفواتير كهرباء واتصالات وماء.. فقدنا السيادة والكرامة في الوطن.. فمن يحمي المستهلك الذي استهلك كل شئ..وبالكاد يلقى في يومه على وجبة واحدة. فعلى ماذا تجتمع هيئة مجلس النواب كما تدعي؟
دولة تحت الفصل السابع للامم المتحدة فاقدة للسيادة.. ومن لا سيادة له لا دولة له، ومن لا دولة له لا يستطيع تسيير نفسه، تشكيله من خارج الحدود ترسم، وتحركاته لا تتم الا اذا سمح له، بموجب الاوامر ينفذ، فأمره لا يملكه، صورة بأعلى وسط الجدار معلقة، فكيف يكون له برلمان وهذا حاله؟ ومن الذي أقره وأنتخبه؟ إلا من الشعب وحده الاختيار؟ الشعب اليوم مدوخ وغير راض عن الذي يحكمه وهو محكوم بموجب الفصل السابع الاممي؛ القاهر على شعب أهلكته الحروب والتمزق، وأفقره الحصار وأذله، وخنقه الجوع وعذبه، وأستسلم للسلة الغذائية لها منتظر، راكض خلفها حين تظهر للافواه قبل الأعين ؛ لعلها باليد إليه تقبض، وبالصورة يلتقط وهو مكتئب، تدور على جدران العالم تلصق، وعلى مطبوعات المنظمات والمؤسسات تطبع، في فخر توزع بين السفارات والمنظمات له تشهر، فيالها من صور لا للذكريات لها يرجع و لا لأجل انتخابات لبرلمان مجدد وانما للتوسل والتسول باسم الانسانية يتاجر.. لكننا في زمن قل فيه الحياء واستفحل، فأي برلمان تتحدثون عنه وولي أمره مثلج، باطل كل اتفاق إذن لم يطلع عليه ولم يتفق، فوجوده باطل مادام صاحب الحق بالحصار معتقل، عجبا لهذا الزمان حين يكون البرلمان لاعضائه فقط يمتثل..
فياوطني أسألك بالله عن بكائي فيمن أبكي؟ على نفسك أم على نفسي؟ لم أعد أعرف من انا؟ مواطن في وطني غريب فيه أم متجنس أو بدون كما نسمع؟ فكري لا أملكه وسط النزوح بعدما كل شئ عني قد أبعد واسمي وسط الزحام ينتحل.
لاحق للشعب إلا باستعادة دولته ويرفع عنه الفصل ويسحق كل مزور أفاق يدعي بأنه يمثله.. فقد اختار الشعب من وسط الحراك الجنوبي من يمثله-- وشكله-- باسم المجلس الانتقالي الجنوبي بالوجدان أسسه، وبالرئيس عيدروس قاسم الزبيدي محدثه.. برلمانه هنا قد رسخه وثبته باسم الجنوب حدده؛ وبدستوره الذي أقسم عليه وعممه؛ وبالدم اقره ووقعه فعمده.. وعهد الرجال ياأبا القاسم للرجال رسخه؛ لن يستطع الطغاة وقوى الاحتلال زحزحته. ولابد من الحزم والحسم .. وعين الله ترعاه.
أ. سعيد أحمد بن اسحاق