آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


صرخة الجنوب: نحن نحتضر بصمت

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 07:17 م

وضاح قحطان الحريري
بقلم: وضاح قحطان الحريري - ارشيف الكاتب


بقلم وضاح قحطان الحريري

أبناء الجنوب يعيشون اليوم ظروفًا قاسية لم تشهدها مدنهم منذ سنوات طويلة، بين أمطار تغرق الشوارع وتحويلاتها إلى أنهار صغيرة وبين عملة تنهار يوميًا وتتحسن يوما وفقدان القدرة على شراء أبسط مستلزمات الحياة بسبب الغلا رغم تحسن ملموس منذو شهر للسعر الصرف.

الجيش والأمن والمدرسون لم يتلقوا مرتباتهم منذ أشهر طويلة والناس تنتظر بصبر طال أمده ليطعموا أطفالهم ويؤمنوا حياة كريمة، أحد المعلمين في عدن قال لي نحن لم نعد نحتمل أن يبقى الطلاب بلا دراسة ولم نوقف الإضراب إلا حماية للأجيال القادمة لكن حقوقنا ما زالت تنتظر، وأحد التجار في الشيخ عثمان أضاف كيف أبيع للناس بسعر السوق وأنا أشتري بالدولار المرتفع المواطن يتهمنا بالنهب والحقيقة أن النهب الأكبر خارج سيطرتنا، المواطن هنا يرفع صوته اليوم بمناشدات عاجلة للحكومة بصرف مرتبات العسكريين والمدرسين وحماية كرامة الناس، ومع كل ذلك تواصل الوزارة الحديث عن مشاريعها لكن الواقع على الأرض مختلف، السيول تجرف الشوارع والمنازل، الكهرباء مقطوعة، المدارس شبه خاوية، والجنود بلا رواتب، كل ذلك يجعل الجنوب أمام امتحان وجودي حقيقي،

شعب يصرخ من أجل حقه في العيش الكريم ومن أجل دولة تعترف به كمواطن كامل الحقوق، الأزمة لم تعد قضية خدمات بل مسألة حياة وكرامة، كل مواطن يعرف أن من يملك القدرة على صرف المرتبات وتحقيق العدالة هو من سيحظى بثقة الجنوب ومن يتلكأ سيترك شعبه يواجه ألمًا مستمرًا، ومع استمرار تجاهل بعض المسؤولين فإن تنبؤات السياسيين تشير إلى تصاعد الضغط على الحكومة، حيث من المتوقع أن تتسارع الدعوات للمجلس الانتقالي وقيادات الجنوب لتولي زمام المبادرة والمطالبة بحقوق المواطنين، كما قد تشهد الأشهر القادمة حراكًا شعبيًا أوسع إذا استمر تأخير صرف المرتبات وغلا الأسعار ، وأصبح واضحًا أن أي تأجيل إضافي سيزيد فجوة الثقة بين الناس والقيادات الرسمية، بينما قيادات الجنوب تواجه اختبارًا صعبًا بين إدارة الأزمة بذكاء سياسياً وتحقيق مطالب الناس أو مواجهة أزمة ثقة قد تتسع لتطال شرائح أوسع من المجتمع، الجنوب اليوم يرفع صوته متحديًا الظروف: نريد مرتباتنا، نريد مدارسنا، نريد جيشنا وأمننا أن يعيشوا بكرامة،
نريد الدولة أن تقوم بدورها وتعيد لنا إحساسنا بحقوقنا وحياتنا الطبيعية، المدينة تصرخ في وجه الجميع إما أن تنقذونا أو تتركونا نقرر مصيرنا بأنفسنا.