صرف العملات
مجتمع مدني
كتابات
فريق التحرير
من نحن
إتصل بنا
الرئيسية
اخبار عدن
أخبار وتقارير
تحقيقات وحوارات
منوعات
محافظات
عرب وعالم
إجتماعيات
قضايا
رياضة
ثقافة
صرف العملات
مجتمع مدني
كتابات
فريق التحرير
من نحن
إتصل بنا
آخر تحديث :
الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 04:42 م
كتابات واقلام
زيارة إلى بيت الضوء المنطفئ "المخرج حبيب أحمد"
الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - الساعة 11:08 م
بقلم:
علي سيقلي
- ارشيف الكاتب
تابعونا على
تابعونا على
علي محمد سيقلي
في حي القلوعة العريق بعدن، حيث تختلط رائحة البحر بعبق الذاكرة، زار وفد من نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين برئاسة نقيبها عيدروس باحشوان، المخرج التلفزيوني الكبير حبيب أحمد، الرجل الذي صنع لنا دهشة الصورة حين كانت عدن تضج بالحياة، وحين كان التلفزيون نافذة الوطن الجنوبي إلى العالم.
بيت بسيط، متواضع، لكنه عامر بالحب والوفاء.
هناك، جلس الرجل الهادئ العفيف، وقد أنهكه المرض والسنين، لكنه ما زال يحتفظ بتلك الابتسامة التي طالما سبقت العدسة إلى قلوب المشاهدين.
لم يكن اللقاء رسميًا ولا إعلاميًا لالتقاط الصور، بل كان زيارة "واجب" وإنسانية بامتياز، كأن النقابة جاءت في الوقت المناسب لتقول له: لم ننسَك يا حبيب الضوء، وإن نسيتك الدولة.
عيدروس باحشوان، ربان النقابة، روى لنا المشهد بصوت متكسر بالأسى، وقال:
"حين رأيته على سريره الخشبي المتهالك، شعرت أن الوطن كله مريض. رجل أفنى عمره في صناعة الوعي، واليوم يكابد وحده قسوة الشيخوخة وراتبًا لا يكفيه لأسبوع واحد."
كان حبيب أحمد يتحدث بتعب، لكن ذاكرته لا تزال صافية كعدسة كاميرته القديمة، يستعيد شريط عمره كأنه يشاهد بثًا مباشرًا من زمنٍ لم يعد.
من القاهرة إلى عدن، ومن استديوهات ماسبيرو إلى تلفزيون عدن، عاد يحمل شهادة الإخراج، وبدأ رحلته الطويلة مع الكادر العدني منذ السبعينيات، حين انفصل التلفزيون إداريًا عن الإذاعة، ليبدأ عصر الصورة العدنية المستقلة.
أخرج برامج الأطفال والمنوعات، نقل المباريات والفعاليات، وسافر في بعثات تدريبية إلى تشيكوسلوفاكيا وسوريا ومصر، قبل أن يعود ليقدّم عبر شاشة عدن أعمالًا لا تُنسى.
وثّق المساجد التاريخية بكاميرته، ونقل تفاصيل الحياة العدنية بصدقها وعفويتها.
كان أول من التفت إلى أهمية الصورة في بناء الذاكرة الوطنية، يوم لم يكن أحد يصدق أن الكاميرا يمكن أن تكون وثيقة تاريخ.
لكن اليوم، المخرج الذي أدار عدسات التلفزيون يومًا، يعيش في زاويةٍ مهملةٍ من الوطن.
لا عدسته تعمل، ولا راتبه يكفي، ولا وزارة الإعلام تتذكر أمثاله الأوفياء إلا في نشرات النعي.
يجاهد المرض هو وزوجته بصبر، ويكتمان الوجع بكرامة، كأنما يخشى الحبيب أن يُحرج الدولة بضعفه.
من زاروه اليوم خرجوا مكلومين، كما وصف باحشوان، وقال رفيق دربه عبدالله حاجب:
"خرجنا نحمل في صدورنا غصّة، كيف يُترك مثل هذا الرجل لمواجهة المرض والفقر وحده؟"
ومع ذلك، ظل حبيب أحمد يبتسم، وقال لهم وهو يتوجع:
"ما زلت أحب عدن، وأقسم أنني أعشقها، وما زلت أؤمن أن الصورة يمكن أن تُصلح ما أفسدته السياسة."
جملة تختصر حكاية عمرٍ كاملٍ من الإخلاص والإيمان بالمهنة.
لقد كان حبيب أحمد، كما وصفه زملاؤه مخرجًا من طينة الكبار، لا يرفع صوته، ولا يتحدث كثيرًا، لكن حضوره في كل لقطة كان واضحًا كضوء الفجر.
ذلك الضوء الذي خفت اليوم في جسده، لكنه ما زال يضيء ذاكرة جيلٍ بأكمله.
زيارة النقابة كانت واجبًا، لكنها أيضًا كانت مرآة لوضع أمةٍ تنسى رموزها حين يمرضون، وتكرمهم فقط حين يرحلون.
في بيت القلوعة جلس المخرج الكبير متعبًا، لكنه لم ينكسر، لأن من مثله لا يُهزم؛ فالكاميرا التي رآها عينًا للحقيقة، ما زالت شاخصةً في قلبه، حتى وإن أطفأها من لا يخاف يومًا تشخص فيه الأبصار.
ـــ
الله المستعان.
مواضيع قد تهمك
دعوة جديدة إلى الإعتصام أمام بوابة القصر الرئاسي في معاشيق ...
الأربعاء/12/نوفمبر/2025 - 11:55 م
دعت هيئة رئاسة مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين المسرحين قسرٱ العسكريين والامنيين والمدنيين والمبعدين والمنقطعين العسكريين والامنيين والمدنيين إ
عاجل / بيان هام لقوات المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت ...
الأربعاء/12/نوفمبر/2025 - 10:44 م
أصدرت قوات المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت، بيان هام بشأن أحداث اشتباك مع عناصر مسلحة، أثناء مرورها في غيل بن يمين. وقالت في بيانها الذي نشره مركزها
أسعار صرف الريال اليمني مساء الأربعاء 12 نوفمبر 2025 ...
الأربعاء/12/نوفمبر/2025 - 07:22 م
سجل الريال اليمني استقرار مقابل العملات الأجنبية، مساء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025م ، في أسواق الصرف بالعاصمة عدن والمحافظات المحررة. وحسب مصادر مصر
إصابة شابين اثر انفجار عبوات ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي شمال ...
الأربعاء/12/نوفمبر/2025 - 06:47 م
اصيب شابين بانفجار عبوات ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي في احدى الطرق المؤدية من منطقة قُدَاش في عزلة كرش بمحافظة لحج، الى مدينة الراهدة بمحافظة تعز. وقال
كتابات واقلام
د. حسين لقور بن عيدان
نجوم الإرهاب في زمن البث المباشر
جمال باهرمز
خطر الابتزاز اليمني على هوية الجنوب
د. حسين لقور بن عيدان
الجنوب بحاجة إلى شجاعة المراجعة
أبو مصعب عبدالله اليافعي
الشباب ثروة قومية مستدامة لا تنضب
سعيد أحمد بن اسحاق
لن يكون للشعب حماية مالم يملك الدولة
وجدي السعدي
السلطان عوض بن الوزير
علي سيقلي
القضية بين القانون وحرية الصحافة
د.حسين الملعسي
ازمة الكهرباء تتطلب حلولا ادارية أولا