آخر تحديث :الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 06:08 م

كتابات واقلام


غزة تستعصي على الفناء وتخرج من تحت الأنقاض

الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 09:27 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


يكتبه / جمال مسعود

لم يسجل التاريخ لمدينة استعصت على الفناء سوى لغزة ، غزة تلك المدينة الشريطية الممتدة شرق البحر المتوسط حاول الكيان الصهيوني أن يعزلها عن العالم بمحاصرتها من المنفد البحري فصارت شغل العالم كله وجل اهتمامه ، غزة تلك المدينة التي خرجت من تحت الأنقاض لتنفض غبار الفناء وتقول للاسكندر المقدوني نحن أهل غزة لن نموت نبعث من تحت الأرض كلما انهارت الأرض فوق رؤوسنا ودكها الأعداء دكا وجعلوا عاليها أسفلها أو ايما يفعلون بها.

لاتموت غزة وتبعث من جديد ابد الدهر حتى يأتي أمر الله وتزلزل الأرض زلزالها وتخرج الأرض اثقالها فمصيرها مصير الأرض ومن عليها إذا وقعت الواقعة وقامت القيامة ، أما غير ذلك فتبعث غزة قبل البعث من بعد كل دمار يلحق بها ، وهذه سنة الصراع القطبي لمركز الحكم في العالم الذي سيظل الشيطان ينازع الرحمن في ملكه بوسوسته وطغيانه في الأرض ، صراع الاسلام والكفر بين مكة والقدس يبسط الكفر نفوذه على القدس ، فمن حكمها حكم العالم ، وتسقط مكة مقر سلطان المسلمين الذي يقع أسيرا لهيمنة الكفر ردحا من الزمن حتى يعود العالم الإسلامي إلى رشده ويستعيد معنى الاسلام فيفتح الله على يدي الفارس المسلم بيت المقدس ويعود الحكم للإسلام على القدس ويسقط الصليب والتتار والاستعمار والصهيونية ويعود الحكم لمكة عند ظهور الإسلام بمعناه الحقيقي على الأرض فيحكم المسلمون من مكة بيت المقدس كما فعل عمر بن الخطاب وصلاح الدين الايوبي وسيف الدين قطز ولا يزال اهل غزة وبيت المقدس قابضون على دينهم يرفضون الموت متمسكين بالحبل الذي يربطهم بالوعد وكان حقا علينا نصر المؤمنين الذي نسيه أهل الإسلام فاستبد بهم أهل الصليب والتلموذ عدا أهل غزة فهم برباط عبر الأجيال حتى يأتي الوعد الحق فيقاتل المؤمن اليهودي فيقتله ويقول الحجر والشجر يامؤمن ياعبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، أهل غزة هم من يعيشون هذا الوعد ويترقبونه وهم في رباط وقتال مع عدو الله وعدوهم حتى تأتي الساعة.

غزة اليوم وبعد عامين من الدمار والعدوان يوم غزوة السابع من اكتوبر حين باغثوا العدو الصهيوني في عقر داره فنكلوا به ودمروا واسروا عددا كبيرا من الاسرائيليين ولأول مرة اعادوا الذكريات الإسلامية ايام حروب الفتوحات الإسلامية وانتصارات المسلمين ، فاستعاد العدو الصهيوني أنفاسه من الصدمة المروعة فيحكم على غزة واهلها بالفناء ويلقي عليهم أطنان من المتفجرات والقنابل ظانا قدرته على ابادتها بقنابل تجاوزت قدراتها التدميرية القنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية فوق هيروشيما وناجازاكي اليابانيين عشرات المرات.

عامان من الموت والدمار خلفت أكثر من سبعون ألف شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ ومئات الآلاف من الجرحى وملايين المشردين وأكثر من تسعة أعشار الأرض تم قلبها رأسا على عقب لا مسكن ولا مسجد أو كنيسة ولا مستشفي ولا طريق ولا كهرباء ولابئر ماء دمار أهلك فيه الكيان الصهيوني الحرث والنسل ، عاث في الأرض فسادا ، حرث الأرض حرثا بغل وحقد وكراهية وعدوان لامثيل له على وجه الأرض.

أرادت سلطنة الشيطان الحاكمة في الأرض أن تبيد ركن المسلمين ورمزيته وتمسحه من على وجه الارض وتنهي اسم غزة من خارطة العالم لكن الخالق لم يقضي بذلك ولا مشيئة للكيان الصهيوني وداعمته الولايات المتحدة الأمريكية فيما قضى الله واراد ، فهاهي غزة من جديد وكعادتها تبعث من تحت الأنقاض ويخرج قادتها بشموخ المنتصر رغم الدمار ليقعد وفدهم حيا في كرسي التفاوض ينتظر العالم منه مظهر الخنوع والانكسار المذل ، فيأبى ذلك إلا أن يظهر عزيزا متوعدا باستكمال المشوار ولو بعد حين ، مؤكدا أن غزة عصية على أن تموت ، وان تلك الأيام يداولها الله بين الناس والايام دول يوم لك ويوم عليك وللمسلمين أحد الخيارين أما النصر أو الشهادة ، ولغزة عبر التاريخ وعود كثيرة مع النصر والشهادة وهم أكثر أهل الأرض تقربا إلى الله بدمائهم في سبيله
يهناك ياغزة وعد الحق وأنكم لمنصورون . ، وأنه لجهاد نصر او استشهاد ، انتم له اهلا فغزة لا تموت وان كانت قد دفنت تحت الأنقاض فستبعث من جديد حتى يقضي الله بين العباد ويأتي الوعد الحق ويزول عهد اليهود وسلطانهم على بيت المقدس لتسقط اسرائيل ويدخل المسلمون مكبرين الله أكبر ويعود سلطان المسلمين إلى بيت المقدس وبأمر الحاكم باسم الله من مكة واليه على بيت المقدس بإعلان سلطان المسلمين على وجه الأرض ويخسأ كل سلطان غيره ، ذلك وعد الله ومن اصدق من الله قيلا.ج