آخر تحديث :الثلاثاء - 14 مايو 2024 - 06:27 م

كتابات


نقص الكتب في المدارس بداية النهاية للتعليم

الجمعة - 02 يونيو 2023 - 03:37 م بتوقيت عدن

نقص الكتب في المدارس بداية النهاية للتعليم

محمد حلبوب

المناهج الدراسية هي حجر أساس التعليم واللبنة الأولى للوصول للمعرفة العلمية التراكمية التي تصل بالشخص إلى التفكير والتطبيق العملي لأحداث ابتكار او اكتشاف ما يفيد الناس.... هذه هي فائدة التعليم بشكل مختصر الذي تنهض فيه الأمم من الركام او تسقط إلى الهاوية أن تم تدمير نظامها التعليمي.

وهنا في بلدنا الحبيب تعاني المدارس من عدم توفير الكتب المدرسية وخاصة الحكومية منها وسط صمت تام وغياب لأي دور من قبل الجهات المسؤولة، والسؤال المتداول بين الناس هو أين الكتب؟

سمعت خبر قبل يومين عبر إحدى الإذاعات المحلية أن قوات الأمن اقتحمت مستودع في عدن مملوك لأحد الأشخاص يحتوي على كمية ضخمة من الكتب المدرسية بهدف بيعها في السوق السوداء.
السؤال هو من أين جاءت الكتب إن كانت مطابع الكتب المدرسي متوقفة عن العمل منذ سنين وموظفي المطابع كانوا ولا يزالوا يعملوا وقفات أحتجاجية بين الفينة والأخرى من أجل تشغيل المطابع وبالإضافة للمطالبة بحقوقهم المشروعة!

لا يخفى عن أحد ما يتعرض له القطاع التعليمي من تدمير ممنهج بشكل متعمد من قبل جهات محلية مجهولة الهوية ولكن نعلم جيداً الجهات التي توفر لهم التمويل مقابل أستمرار تأديتهم لهذا الدور، وهي نفس الجهة التي بدأت بالمرحلة الثانية من حرب من نوع آخر بعد عام 1994م وهي تدمير نهضة تعليمية لدولة سابقة تراكمت على مدى عشرات السنين من الزمن لتصنع جيل فاشل لا يعرف كتابة أسمه باللغة الإنجليزية ولا ننسى دورها في نشر مفهوم الغش في جميع مدارس عدن بإستثناء بعض المدارس التي تمسكت بجودة التعليم وعددها أقل من عدد أصابع اليد.

ووفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، فإن حرب 2015م في اليمن أدت إلى تدهور النظام التعليمي في البلاد، حيث يواجه 2 مليون طفل يمني خطر عدم الالتحاق بالمدارس.

وأشار تقرير آخر إلى أن هناك فرقًا كبيرًا في جودة التعليم بين صنعاء وعدن، حيث يوجد نقص في الموارد التعليمية في عدن،وأضافت المنظمة أن نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تسبب في تدهور النظام التعليمي في جنوب البلاد، حيث كان يعطي أفضلية أستخدام الموارد التعليمية لصالح العاصمة السابقة صنعاء.

صحيح أن الوحدة وبالإضافة إلى الحروب السابقة التي حدثت هي إحدى أسباب تدمير النظام التعليمي في البلاد وخاصة عدن ولكن لا ننسى أن دور أولياء الأمور فهم يلعبون دوراً مهماً في تشجيع أولادهم على الدراسة ومتابعة تحصيلهم الدراسي، وأن يساعدوا في تحفيزهم من خلال توفير بيئة دراسية مناسبة وتشجيعهم على القراءة والتعلم والتحدث بشكل إيجابي.

كما يمكن متابعة تحصيل ابنائهم الدراسي من خلال التحدث مع المعلمين والاطلاع على نتائج الإمتحانات وتقديم يد المساعدة في حل الواجبات المنزلية.

هناك بعض البلدان التي أستطاعت ان تنهض من قسوة الدمار والخراب التي تعرضت لها خلال الحرب العالمية الثانية والتي انخفضت فيها مختلف المؤشرات البيانية، ولكن بسبب أهتمامها بالتعليم استطاعت ان تبني مدنها من جديد بفضل قوة وذكاء مواطنيها حيث أصبحت بالوقت الحالي بمصافي الدول المتقدمة مثل: اليابان وكوريا الجنوبية والصين وكلها دول آسيوية كانت حالتها أسوأ من حالة بلادنا بعشرات المرات قبل سبعين عام.
وإذا أردنا معرفة سبب تطورها السريع علينا النظر عن طريقة تعاملها مع نظامها التعليمي الصارم حيث سنرى كيف تخصص ميزانية ضخمة لدعم التعليم وتطويره بأساليب حديثة وتكنولوجيا حيث قامت بإصلاح نظامها التعليمي والاستثمار فيه.

كمثال خاص دولة الصين ذات الكثافة البشرية الهائلة تولي اهتمامًا كبيرًا للجانب التعليمي، حيث قامت بتوفير التعليم المجاني لـ 99.9% من طلابها، كما قامت في عام ٢٠٢١م بإصلاح نظامها التعليمي عبر إدخال قوانين ولوائح جديدة ساهمت في القضاء على الشركات المحتكرة لأدوات التعليم من تحقيق أرباح، أو زيادة رأس المال أو الطرح العام وأفلست على أثر هذه القوانين العديد من شركات التعليم وأكبرها شركة الملياردير الصيني لاري شيانغدونغ حيث كان يمتلك ثروة تقدر ب 15.6 مليار دولار وأصبح يمتلك حوالي 350 مليون دولار فقط.

ختاماً.
تطورت المنظومة التعليمية لدى دول العالم المتقدمة حتى تم الاستغناء تماماً عن الكتب الورقية واستبدالها بالملفات الإلكترونية وأزيح الإرهاق عن أكتاف الطلاب وانتهى زمن حمل الحقائب المدرسية الثقيلة، وجاء زمن حمل الآيباد واللابتوب وهو ما شجع الطلاب والطالبات على مواصلة الدراسة والرفع من تحصيلهم الدراسي وزيادة حدة المنافسة في ما بينهم البين.

ولكن هنا في اليمن وبالذات في العاصمة عدن لايزال دور التعليم يعاني من معوقات وصعوبات لأتمام رسالته الهادفة وسط تدمير وإهمال من عدة جهات وإذا أرادت بلادنا أن تنهض علينا أن نهتم جيداً بالحفاظ على حجر الأساس.

بقلم-محمدحلبوب