في وقتٍ تتبدّل فيه المواقف كما تتبدّل الفصول، يبقى اسم أحمد المرقشي علامة في ذاكرة الجنوب والوطن، الرجل الذي واجه السجن بكرامة، وخرج منه نقيّ القلب، لا يحمل ضغينة على أحد، بل يحمل راية التسامح ويسعى بين الناس مصلحًا ووجهًا للخير.
واليوم، يرقد المرقشي على فراش المرض يصارع أوجاع الجسد، كما صارع من قبل ظلم السنين بصبرٍ وإيمانٍ نادرين.
ولم يعرف يومًا طريق المساومة على المبدأ، وظلّ ثابتًا على مواقفه حين تهاوت مواقف كثيرين، و إن من الوفاء أن لا يُترك هذا الرجل العظيم وحيدًا في معركته مع المرض، فهو الذي قدّم للعزة والكرامة سنواتٍ من عمره دون تردد.