في أروقة مؤتمر وكلاء طيران الخطوط الجوية اليمنية، لا يمر الحضور القيادي الحقيقي مرورًا عابرًا، بل يفرض نفسه بهدوء وثقة. وخلال مشاركتي في هذا المؤتمر، لفت انتباهي حضور امرأة جنوبية تجسدت في شخصها ملامح القيادة الواعية منذ اللحظة الأولى، حضور لم يكن صاخبًا، بل راسخًا، يعكس عمق التجربة ونضج الرؤية.
كان أسلوبها الواثق، وحديثها المتزن، وقدرتها على تناول القضايا المطروحة بوضوح ومسؤولية، دليلًا على فهم عميق لطبيعة العمل المؤسسي ومتطلباته. تفاعلها مع الحضور، وإدارتها للحوار باحترافية عالية، وحديثها الدقيق عن صناعة اتخاذ القرار في التوقيت المناسب، كلها مؤشرات لقيادية تعرف متى تتحدث، وكيف تُصغي، ومتى تحسم.
إنها القيادية الوطنية المرتقبة، الأستاذة ابتسام النعمي، مديرة الخطوط الجوية اليمنية – منطقة عدن، التي جسدت بحضورها نموذجًا راقيًا للقيادة التي تجمع بين الحزم والمسؤولية من جهة، واللباقة والمرونة من جهة أخرى. هذا التوازن الذكي أكسبها احترام وتقدير الجميع، وجعل من مشاركتها إضافة حقيقية للمؤتمر، لا مجرد حضور بروتوكولي.
لقد جاءت مداخلاتها عميقة في مضمونها، متزنة في طرحها، وبنّاءة في أهدافها، ما عكس شخصية قيادية تؤمن بالعمل المؤسسي وبأهمية روح الفريق في تحقيق النجاحات واستدامتها.
إن هذا الحضور المشرف يعكس بجلاء الدور الفاعل والمتنامي للمرأة الجنوبية في مواقع المسؤولية، ويؤكد قدرتها على الإسهام بجدارة في بناء المؤسسات والنهوض بها. كما يرسخ قناعة راسخة بأن الكفاءة والقيادة الحقيقية لا ترتبط بجنس، بل بالإرادة، والخبرة، والقدرة على تحمل المسؤولية، والعمل بروح وطنية واحدة.
نموذج الأستاذة ابتسام النعمي هو رسالة أمل، وشاهد حي على أن الجنوب يزخر بكفاءات نسوية قادرة على القيادة وصناعة الفارق، اليوم وغد