آخر تحديث :الخميس - 01 يناير 2026 - 12:57 ص

تحقيقات وحوارات

السفير قاسم عسكر جبران - ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في إثيوبيا والاتحاد الأفريقي لـ عدن تايم:
لا أمن ولا استقرار في المنطقة والعالم ما لم يتم الاستجابة لإرادة شعب الجنوب

الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - 11:16 م بتوقيت عدن

لا أمن ولا استقرار في المنطقة والعالم ما لم يتم الاستجابة لإرادة شعب الجنوب

حاوره / عادل خدشي

* لا يمكن أن يكون أمن واستقرار لدول الجزيرة والخليج، ما لم يصغي التحالف العربي والأمم المتحدة إلى صوت العقل



* الأفق مفتوحة للمستقبل الإيجابي إذا تمت إدارة الأوضاع الراهنة بحكمة وحنكة لحل الأزمة الحقيقية


* إرادة الشعوب لا يمكن قهرها وتجاهلها؛ لأنها نابعة من حقوق مشروعة غير قابلة للتصرف


* الروائح الكريهة تفوح بالأطماع التي كانت مخفية أو خلف الستار تثير الاستغراب





في لقاء صريح وجريء أجراه موقع "عدن تايم" مع أحد الشخصيات التي لها باع طويل في الدبلوماسية والنضال الوطني وأحد قادة الحراك الثوري في الجنوب العربي.. أثار سعادة السفير قاسم عسكر جبران ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في إثيوبيا والاتحاد الأفريقي حفيظة بما أخبره الزمن من تحولات على الساحة الجنوبية.. فإلى حصيلة اللقاء:


* مرت أحداث كثيرة على الساحة.. فما هو جوهر الأزمة اليمنية؟

قال قاسم عسكر : إن جوهر الأزمة اليمنية أو ما يسميها مجلس الأمن الدولي بـ (الحالة اليمنية)، وفشل مشروع إعلان الوحدة اليمنية، وحرب وعدوان نظام صنعاء على الجنوب يوم 27 أبريل 1994م.. وكانت الأمم المتحدة قد صوبت على جوهر هذه الأزمة من خلال إرسال المبعوث الدولي – آنذاك – الأخضر الإبراهيمي (جزائري)، وقراري مجلس الأمن الدولي (924) و(931)، اللذان أكدا على جلوس طرفي النزاع لحل مشكلة الوحدة بصورة سلمية، وكذلك الحال مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه الوزاري بمدينة أبها السعودية يوم 5 يونيو حزيران 1994م، والبيان الذي صدر عن المجلس الوزاري الذي أعلن عنه بالتأكيد على أن الوحدة أُعلنت سلميـًا، ويجب أن تظل هذه الوحدة بصورة سلمية، ويرفض بقائها باستخدام القوة، وهو ما نص عليه أيضـًا بيان إعلان دمشق (دول مجلس التعاون الخليجي + مصر وسورية).


* ما هي نتائج هذه الأزمة وتداعياتها؟!

أعلن الجنوبيون تشكيل الجبهة الوطنية للجنوب لمواجهة الاحتلال اليمني تحت اسم (موج)، وظلت كل القيادات الجنوبية تبحث عن كيفية إزالة هذا الاحتلال، ثم جاءت حركة تقرير المصير (حتم)، وتتالت التشكيلات الجنوبية لمواجهة هذا الاحتلال الغاشم من خلال تشكيل اللجان الشعبية، ثم لقاء صنعاء لأبناء الجنوب، وإعلان التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، وتلاها مباشرة إعلان التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب من جمعية ردفان بعدن في 13 يناير 2006م.. واستمرت ملتقيات التصالح والتسامح في جميع محافظات الجنوب، حتى تم إعلان الثورة السلمية في 2007م.. (الحراك الجنوبي الثوري لتحرير واستقلال الجنوب).


واستطرد قاسم عسكر قائلاً: ففي 11 فبراير 2011م انقسمت السلطة في صنعاء، نتيجة لتطورات الوضع الثوري على ساحة الجنوب، ثم جاء بما سُمي بـ (الحوار الوطني) في صنعاء، الذي قادته الأمم المتحدة من خلال المبعوث الدولي جمال بن عمر (المغربي)، وهكذا فشل المبعوثين السابقين وأستمر إرسال المبعوثين واحد تلو الآخر، وهم الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، والبريطاني مارتن بريفيث حتى الوصول إلى السويدي هانس بروندنغ، وفي هذا المؤتمر تم تغيير الدستور بمسودة دستور جديد، وكان قبلها قد تم تغيير الدستور الذي أُعلن في مشروع الوحدة من قبل علي عبدالله صالح، وجاء بعد ذلك التطور الأكبر بالإعلان الدستوري من قبل الحوثيين والاستيلاء على النظام بصنعاء.. مشيرًا إلى أن تحالف علي عبدالله صالح مع الحوثيين نتيجة للتطور الأهم والأكبر عاصفة الحزم التي اُعلنت في 26 مارس 2015م، بعد أن كان الحوثيين قد تمددوا على عدد من محافظات الجنوب وعلى رأسها العاصمة عدن.. مؤكدًا أن كثيرًا من الدول والشخصيات وكثير من وسائل الإعلام يحاولون أن يختزلون قضية شعب الجنوب العربي منذ 2015م.. أي منذ عشر سنوات مضت، ويتجاهلون أن قضية الجنوب قد مر عليها أكثر من 35 سنة، الأمر الذي لا يجعلهم يعرفون ما يعانيه شعبنا في الجنوب العربي منذ أكثر من ثلاثة عقود خلت.


وأشار السفير قاسم عسكر إلى أنه للأسف أن الأمم المتحدة بما في ذلك قيادة التحالف لن تصوب جهودها ومبادراتها وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على جوهر الأزمة الحقيقية التي أدت إلى كل هذه التطورات والنتائج.


وأوضح ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي أن الشعب العربي في الجنوب كان قد خرج بأكثر من (22) مليونية جابت كل الساحات والميادين في محافظات الجنوب كافة، تطالب بحل مشكلة الوحدة وبعودة دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، حتى تحل هذه الأزمة من جذورها.. مؤكدًا أن كل المبادرات والقرارات واللقاءات والاجتماعات والحوارات لا يمكن أن تؤدي إلى حل هذه الأزمة ما لم تصوب كل هذه الجهود على جذر الأزمة الأساسي.


وأكد في سياق حديثه لـ "عدن تايم" أن خلق الأزمات الفرعية من قبل الأمم المتحدة وقيادة التحالف العربي مثل أزمة الحديدة العسكرية وأزمة مأرب للنازحين، وأخيرًا يخلقون أزمة فرعية في حضرموت والمهرة.. مضيفـًا أن الشعب العربي في الجنوب لا يمكن حل الأزمة اليمنية، ولا يمكن أن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة، وكذا الأمن والاستقرار الدوليين في هذه المنطقة الهامة من العالم، ما لم يتم الاستجابة لإرادة شعب الجنوب الذي دفع تضحيات باهظة وجسيمة وغالية وتعرض لشتى صنوف القهر والتنكيل والمجازر والسجون والتشريد لمواطنيه في عدد كبير من دول العالم باستعادة دولته كاملة السيادة على أرضه بالحدود المعترف بها دوليـًا قبل 22 مايو 1990م.. موضحـًا أننا نؤكد مجددًا أنه لا يمكن أن يكون أمن واستقرار لدول الجزيرة والخليج، ما لم يصغي التحالف العربي والأمم المتحدة إلى صوت العقل والحكمة والإنصاف العادل باستعادة دولة الجنوب العربي المستقلة.


* ما هو في تقديركم للأوضاع الراهنة في المنطقة؟

قال عسكر جبران: إن خلق الأزمات الفرعية المتتالية، لا يمكن أن تؤدي إلى حل الأزمة اليمنية التي أساسها فشل مشروع إعلان الوحدة، وإعادة الوضع الطبيعي للدولتين السابقتين في كل من عدن وصنعاء، والقفز على جوهر الأزمة لا يمكن إلا أن ينعكس ذلك على دول الجوار، ليس كما كان في السابق، بل ربما تنعكس على الأوضاع الداخلية في هذه الدول، لاسيما أن هذه الدول قد تعرضت لضربات عسكرية من قبل الحوثي!!.


وأعتقد سعادة السفير قاسم عسكر جبران جازم القول إن الشعب العربي في الجنوب عقد العزم على تحقيق طموحاته المشروعة باستعادة دولة الجنوب العربي، مهما كانت التحديات والصعوبات والعوائق، التي تخلقها بعض الأطراف الداخلية والخارجية.


وجدد ممثل الشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي القول: إن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي سوف يمضي قدمـًا نحو تحقيق الهدف المنشود التي ينتظره شعب الجنوب العربي.


وقال السفير بن عسكر: وفي هذه المناسبة ننصح قيادة التحالف العربي والأمم المتحدة أن تـُعيدا النظر في رؤيتهما للأوضاع المعتملة على ساحتي الجنوب العربي واليمن، وتصويب البوصلة في المكان الصحيح، حتى لا تستمر الأوضاع في التدهور المتواصل، بحيث تؤثر تأثيرًا خطيرًا على الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى استتباب الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والحفاظ على مصالح دول وشعوب المنطقة والعالم، والأفضل للعليمي أن يأخذ بنصيحة علي البخيتي، الذي يقوم بتكريس عمله الباقي من حياته السياسية لإعادة الدولتين إلى وضعها السابق في كل من عدن وصنعاء.


* ما مدى الاستشراف المستقبلي للوضع الراهن؟

الأفق مفتوحة للمستقبل الإيجابي، إذا ما تم إدارة الأوضاع الراهنة بحكمة وحنكة لحل الأزمة الحقيقية، دون خلق أزمات فرعية، لاسيما أن إرادة الشعوب لا يمكن قهرها وتجاهلها؛ لأنها نابعة من حقوق مشروعة غير قابلة للتصرف، وتركيز قيادة التحالف على القضايا الفرعية هو الغرق في المستنقع الذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيد من الحروب والضحايا وحرمان الشعوب ودول المنطقة من التنمية والتطور، خاصة أن الروائح الكريهة تفوح بالأطماع التي كانت مخفية أو خلف الستار، وهي تثير الاستغراب والاندهاش في ظروف معقدة وغاية في الخطورة من تطورات قادمة قد تعصف بالمنطقة برمتها.


وفي ختام اللقاء تطرق السفير قاسم عسكر جبران – ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في إثيوبيا والاتحاد الإفريقي إلى أن الحوثية، الطائفية، الحروب، المبادرات، عاصفة الحزم، خلق الأزمات الفرعية، المؤتمرات، الاتفاقيات، اللقاءات، القرارات والاجتماعات وكل الجهود التي تبذل هنا وهناك جميعها هي نتيجة لفشل مشروع الوحدة اليمنية أو ما يسميها مجلس الأمن الدولي بـ (الحالة اليمنية).