آخر تحديث :الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024 - 09:20 م

كتابات واقلام


أشواك في وطني تحول مايتمناه منا..

السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 11:34 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


كنا نتمنى ومازلنا نتمنى وبالحلق غصة وبالقلب حرقة وبالصدر حسرة.. يسير بنا قطار العمر في عجالة وتتسابق أعمارنا ونحن بنفس المكان نطرق أبواب الأمل، نبكي من بكاء الوطن بمرارة، ونتألم من وجع الطرق وما أدمته الاشواك بنا. بحت أصواتنا وتصدعت رؤوسنا من ارتداد صدانا إلينا، نصحو من إغماء من بعد إغماء بما حل ببلادي ومن كثرة الأشواك التي تتلذذ بإيذاء الوطن تسكبها لتروي سقياها، ولا أخفي أنني في كل مرة أرفع يدي الى ربي، بإقتلاع تلك الاشواك ومن يفلحها ويرعاها بلا كلل، ويسقيها بدماء من أدمت جوارحه.

كم كنا نتمنى من إكمال منظومة العمل الاحصائي الموحد والشامل لمواكبة كل تطورات العصر في مختلف نواحي الحياة وتوحيد المعايير والمفاهيم والتعاريف والمصطلحات وتطور نظام المعلومات الشامل مثل ادارة التخطيط والتنمية في كافة المجالات.
نتحسر لعدم توافر قاعدة بيانات احصائية حقيقية يعتمد عليها في تشخيص الواقع وتحديد أوجه المساعدات والمعونات وتوحيد جهود الجميع لابراز ما تتعرض لها البلاد وما يتطلبه الحاضر من معالجات، مما جعلنا نتخبط ونتصارع.. واقع مرير ما كنا نتمناه، نقف عاجزين عن توفير المؤشرات الاحصائية السريعة في مختلف المجالات والاجتماعية والديمغرافية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
اننا نجهل البيانات عن المخلفات الصحية الخطرة برغم اهميتها، وعن عمالة الاطفال وعن القوى العاملة أين وصلت؟ والجرائم اسبابها ومسبباتها، والوفيات مستوياتها واختلافاتها واتجاهاتها وعن الامراض والجديد منها ومراكزها، والطلاق وتأثيراتها على الامومة والاطفال وعن الادوية ومدى فاعليتها ايجابا وسلبا.. وهناك الكثير فالاحصاء فضاء واسع .

إن مكاتب الجهاز المركزي للاحصاء بالمحافظات تعتبر ادارات رئيسية وهامة كونها تشكل قنوات تواصل بين الاحصاء والوزارات والهيئات والمؤسسات والمصالح الحكومية من خلال الوحدات الاحصائية القائمة في مختلف الدواوين العامة لتلك الجهات، فهي أدوات فعالة في تنفيذ الاعمال الفنية والمالية والاحصائية والميدانية والاعمال المختلفة وقادرة على التجاوب مع المتطلبات الاحصائية المواكبة للتطورات الحديثة.. فلماذا لا نريد ان نفهم؟

كنا نتمنى ان تكون محافظة حضرموت نموذجية بالنسبة للمحافظات الاخرى بالجنوب بثقلها على المستوى السياسي والسكاني والمساحة الجغرافية الكبيرة بحيث يعطى لمكتب الاحصاء بالمحافظة صلاحية واضحة بأن تكون لديه نسخة للبيانات الاحصائية من جداول ومؤشرات وتحليلات من اي مسح ينفذ بالمحافظة، مما يوجب التنسيق على أن يبدأ العمل بشكل تدرجي فالمسوحات الآن لم تصبح مسوحات اللامركزية.. فلابد ان يكون للاحصاء دور اساسي حينما يتم استشارته في مثل هذه المسوحات التي تنفذ من قبل المنظمات لتسخيرها بالحد الادنى للاستفادة منها في وضع تصور حول مؤشرات التنمية المستدامة.

و لأهمية البيانات الاحصائية الرسمية صدر تعميم من وزارة الخارجية وشئون المغتربين واصفا إياه بالمهم جدا والموجه الى كافة المنظمات الدولية المعتمدة في الجمهورية اليمنية الصادر من مكتب الوزير بتاريخ 18/يناير/2023 م والذي يؤكد فيه على أهمية تواصل المنظمات الدولية مع ديوان الجهاز المركزي للاحصاء في عدن فيما يخص المسوحات وجمع البيانات بكافة أشكالها بصفته الجهة الحكومية المخولة بموجب قانون الاحصاء رقم (28) لعام 1995م بشأن الاحصاء ولائحته التنفيذية والتنظيمية. ولذا يجب ان تكون لدينا رؤية مبنية على مؤشرات التنمية المستدامة العالمية حتى لا نجد أنفسنا في اتجاه والمؤشرات العالمية في الاتجاه الآخر وهذا ما لا نتمناه.

شئ مؤسف عندما يكون القانون لا اعتبار له، وتزداد الحسرة وتشتد الحرقة عندما نرى كل دول العالم بدون استثناء تعتمد على أجهزتها الاحصائية المخولة بالبيانات إلا وطننا الوحيد الخارج عن منظومة نطاق دول العالم.. ماالذي جعلها تسير خارج الفلك؟ فهل هذا نتيجة ان بعض من هم بقمة السلطة لا يرتاح للقانون الا اذا تجاوزه ولا يهمه وطن بقدر ما يهمه هواه؟!
نتمنى امام هذه العشوائية والتخبط ان تكون هناك مبادرة على العمل بتنفيذ التعداد الشامل وبالذات مع حالة النزوح الكبير التي حدثت بالمحافظات الثلاث عدن وحضرموت والمهرة ولو بتعداد سكاني يقتصر على خصائص السكان وعددهم فقط لانه بالنسبة للاشياء التفصيلية فلسنا بحاجة لها في هذه المرحلة بالذات..
طرقنا الابواب ولكن يبدو ان بالداخل قد يكون نياما أو في غفلة او ربما منشغلون بحسابات اخرى.

أخيرا.. أدركنا أن أمنياتنا وأحلامنا كمن يريد أن يجمع الماء في منخال، وليس هناك بد من السير الى الخلف اذن لنبكي حالنا الذي لا يرضى الا العدو ..أننا والله نحترق عندما يبيع الفقير فينا ابنته للعماني على انه زواج، فأين الدولة من حماية كرامة بناتنا.. كنا نتمنى وضع ضوابط مشددة ومنع الزيجات من عماني.. نتألم ونتألم يوم كان لنا وطن وهوية وعلم سيادي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) أما اليوم فقد أستبدل الريحان بالأشواك والقانون للعزف للألحان.وماكل مايتمناه الوطن يطوله في ظل الفساد والمظاهر الكذابة الزائفة.
لابد للجنوب أن يعود ولابد للفساد أن يزول.