آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


مجلس (الحيص بيص)

الأربعاء - 27 يوليه 2022 - الساعة 11:52 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

كما تناولت وسائل اعلام محلية، فأنه قيل ان اللواء العرادة والعميد طارق صالح قالا انهما لن يدخلا عدن حتى نخرج منها، مع انهما ليسا من اصحاب موسى وهارون، عليهما السلام، ونحن لسنا القوم الجبارين، ويفترض اننا وهم في خندق واحد حسب مقتضيات تشكيل مجلس القيادة الرئاسي (لادارة حرب او انجاز سلام) مع سلطات صنعاء الحوثية.

مجلس القيادة الرئاسي يذكرنا بالأسرة الواحدة التي ينطلق ابناءها صباح كل يوم (يطلبون الله) وكل واحد يسوس اموره ويواجه المعوقات التي تصادفه اما (بإستشارة قارئة فنجان - صاحبة الفال - او بالرجوع لمحفله الصغير، او بصلاة الاستخارة)، ومع ان الاخيرة من السنن، الا انها ليست خيارا مناسبا في مسالة ادارة شؤون الناس وسط عالم متعدد ومتضارب المصالح محليا واقليميا ودوليا.

تواجه الائتلافات، في العادة، تباينات، حتى في اعرق الديمقراطيات في العالم، لكن هناك اهداف مشتركة تكون لها الاولوية في هذا الائتلاف او ذاك، ولا تعيق التباينات الثانوية عجلة العمل عن الدوران، لكن يبدو ان مجلسنا الموقر حنب في موضوع اقسام الشرطة في عدن متناسين ان كل رجال الامن في الجنوب بلا رواتب لعدة لأشهر، وان اطفالهم يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، ويعانون من سؤ الخدمات، وان للجنوب قضية سابقة لكل القضايا في اليمن، وان السلاح الجنوبي سلاح صديق ويمكن ان يجري الحوار وسلاحه بحوزته، تماما كما نحاور الحوثي وسلاحه بحوزته، فمحاولات القفز على اهداف أبناء الجنوب لن يصنع استقرار.

معاناة الناس في المناطق (المفحررة) تشتت دمها بين المجالس، من مجلس القيادة الرئاسي الى مجلس الوزراء النائم، الذي غادر رئيسه الموقر الى ألمانيا لاجراء بعض الترميمات، ومع تمنياتنا له بالشفاء، الا ان د معين لا زال جديد (بقراطيسه) ولم يتم استخدامه في مهمات كبيرة، بل ان مزاجه يفترض ان يكون جيدا، لاننا لم نكيل له حتى ١% مما كلناه لسلفه د بن دغر.

حال د معين يذكر بمحطة بترومسيلة التي تجري لها صيانة كل شهر مع انها جديدة وتعمل بأقل من ٥٠% من طاقتها، ولأن الشيء بالشيء يذكر فأن في مصر تم بناء ثلاث محطات توليد خلال عامين وكل منها تنتج (٤٨٠٠) ميجاوات.

في مصر لم يعد للفراعنة وجود لكي ننسب لهم الاعمال الخارقة كالاهرامات، وانما هم بشر عاديون مثلنا، بس عندهم رجال دولة.

اللجؤ الى التجويع والتعذيب بالخدمات واستهداف القوة الجنوبية، ليس من اجل هذا رحبنا بولادة مجلس القيادة الرئاسي، ثم المركب التي لا تعمل اشرعته في اتجاه واحد لن يغادر مرساه، واذا تحرك فقد يرتطم بالصخور.

عدن
٢٦ يوليو ٢٠٢٢م