آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


عيدروس احتفل في ساحات الجنوب... وأنتم تحتفلون في الفنادق

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 02:25 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


في الوقت الذي تُلقى فيه الخُطَب وتُرفع الشعارات في فنادق الرياض وإسطنبول والقاهرة، يحتفل البعض بثورة 26 سبتمبر من وراء الحدود، بعد أن تخلّوا عن الأرض وتركوها خلفهم، وكأن الثورة تحوّلت إلى ذكرى تُستعرض في القاعات لا في الميادين، وإلى كلمات تُقال لا مواقف تُعاش.

وفي المقابل، يقف عيدروس الزُبيدي، الذي قالوا يومًا إن مشروعه وُلد ميتًا، ليُحيي الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر من قلب أرضه، وبين شعبه، ومن مسقط رأسه، حاملًا راية أجداده الذين ثاروا من أجل الكرامة والهوية والحق، لا من أجل سلطة أو مكاسب.

لسنا من أهل الشماتة، فالمؤمن لا يشمت، ولا يتعالى على أحد. ولكننا نُذكّر من سخروا من مشروع الجنوب، أن النصر لا يُقاس بالمنابر الإعلامية ولا بالخطابات الرنانة، بل يُقاس بصدق القضية وعدالتها، وبقدرة أصحابها على الصمود والبناء دون أن يسلبوا حقًا أو يضطهدوا شعبًا.

النصر لا يُعلن في المؤتمرات، بل يُروى من الواقع. ومكان عيدروس اليوم يحكي قصة هذا النصر، إذ يسافر من المهرة شرقًا إلى ساحات الجنوب في الضالع غربًا، على أرضه وبين شعبه، بينما يسافر خصومه من دولة إلى أخرى، يبحثون عن لجوء سياسي، ويظنون أن القضية تُنتصر بالميكروفونات لا بالمواقف.

الجنوب لا يطلب من أحد شهادة حياة، فهو حيٌّ بنبض شعبه، وبمشروعه الذي لم يُولد في فندق، بل في ساحات النضال، وعلى تراب الأرض التي لا تخون.